رائع أن تضع يدك على موطن الألم.. الأروع أن يتدخل الطبيب بسرعة لعلاج هذا الألم، والزميلة مى عبد الهادى المحررة فى قسم الأخبار باليوم السابع وضعت يدها على عدد من مواطن الداء والألم فى وزارة الكهرباء عندما نشرت على صفحات اليوم السابع عدداً من المخالفات التى ارتكبها بعض العاملين بوزارة الكهرباء، وكان لها صدى جيد عند المسئولين بالوزارة، فتدخل على الفور الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء وأحال كل هذه المخالفات للتحقيق، ومن أثبتت التحقيقات تورطه تمت مجازاته، بل وأشار إليها فى موقع الوزارة، ثم طلب من الزميلة مى الاستمرار فى نشر الوقائع فى حالة حصولها على الوثائق والمستندات، مبدياً اتساع صدره لما ينشر، وأن دوره التحقق من الوقائع المنشورة أو التى تصل إلى مسامعه عبر قنوات الوزارة الشرعية، تحقيقاً لمبدأ الشفافية والجنوح بقوة نحو المصلحة العامة.
رد فعل الدكتور حسن يونس حول ما نشرته الزميلة مى عبد الهادى صحح لدىّ مفهوماً خاطئاً ظل يساورنى طوال فترة عملى فى بلاط صاحبة الجلالة، وهو أن المسئولين بوزارة الكهرباء بداية من الوزير وحتى عامل النظافة يعيشون فى جزر منعزلة، لهم قوانينهم الخاصة، ويتفننون فقط فى البحث عن وسائل خفية وعلنية لزيادة أسعار الفواتير ضاربين بكل شكاوى المواطنين وآلامهم عرض الحائط.
بل حتى اعتقادى أن الدكتور حسن يونس استغل منصبه وسلطاته وعلاقته اللامحدودة فى تعيين نجله أحمد فى شركة "بجسكو" الاستشارية لهندسة محطات القوى الكهربائية، صححت لى الزميلة مى معلوماتى الخاطئة عندما نشرت أن نجل الوزير تم تعيينه فى شركة "بجسكو" عام 1996، أى قبل أن يتولى والده الدكتور حسن يونس مسئولية وزارة الكهرباء أو رئاسته للشركة القابضة لكهرباء مصر، بجانب أيضاً أن وزارة الكهرباء أسندت أعمال استشارى تنفيذ مشروعات محطات توليد الكهرباء إلى شركة "بجسكو" من خلال مناقصات عالمية وعلنية، وليس بالأمر المباشر كما كنت أعتقد، بل إن "بجسكو" كانت قد تقدمت بعرضها فى مناقصة مفتوحة، وتم إخضاعه للتحليل الفنى والمالى طبقاً للقواعد والقوانين المُطبَّقة على كافة عمليات قطاع الكهرباء، خاصة وأن شركة "بجسكو" هى شركة مصرية يساهم فيها قطاع الكهرباء بنسبة 40% وشركة بكتل الأمريكية بنسبة 40% والبنك الأفريقى بنسبة 20%، ويزيد عدد المصريين العاملين بها عن 650 عالماً مصرياً، وهى من الشركات التى تقوم بتقسيم عمليات إنشاء محطات الكهرباء إلى عدة عمليات بغرض إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الشركات المحلية للعمل بهذه المشروعات بجانب تحقيق زيادة المكون المحلى بها.
الحقيقة أننى ومن هذا المنبر وبصفتى نائب رئيس التحرير والمشرف على قسم الأخبار باليوم السابع لا أملك إلا أن أرفع القبعة للوزير حسن يونس احتراماً وتقديراً على تجاوبه لما تنشره اليوم السابع وسرعة إصدار تعليماته للتحقق من الوقائع المنشورة، بجانب علمى من الزميلة مى عبد الهادى التى تغطى فعاليات وزارة الكهرباء، أن الدكتور حسن يونس يقتطع يومياًَ وقتاً من أوقاته الثمينة فى قراءة موقع اليوم السابع وأيضاً الصحيفة الورقية كل ثلاثاء.