هل رأيت صورة يوسف أبو زهرى أخو القيادى الحمساوى سامى أبو زهرى؟!! .. أقصد هل رأيت صورة جثة الرجل الذى كان سجين المعتقلات المصرية؟ ابحث على صوره على المواقع المختلفة وكيف ستكتشف طبيعة الكرم المصرى فى سجون وزارة الداخلية، الدماء المحبوسة فى فى وجه الأخ الفلسطينى الذى أصبح جثة، والكدمات الزرقاء حول عينيه، ومنظر الدماء الحمراء المتجمعة فى وجه الرجل ستخبرك بدون أى لبس أو غموض أن إكرام الضيف فى المعتقلات وزارة الداخلية ليس سوى وجبة ثقيلة من الضرب والتعذيب الذى يفضى إلى الموت، الصور موجودة وأثار التعذيب شاهدة على هذا الجرم اللا إنسانى، أما بيانات وزارة الداخلية التى اعتدنا كذبها "فليذهبوا بها إلى الجحيم أو يبلوها ويشربوا ميتها" يمكن تشفى قلوبهم من القسوة التى تملؤها.
البيان الذى قال إن أخو القيادى الحمساوى قد توفى فى سجنه نتيجة أمراض مزمنة خطيرة، حينما تضع بجواره صور جثة يوسف أبو زهرى ستدرك على الفور معنى الزيف والتزوير وستدرك أيضا سذاجة وغباوة كاتبو التقرير وستعرف من النظرة الأولى أن هؤلاء الذين انتزع الله من قلوبهم الرحمة فاشلون فى الكذب مثل فشلهم فى كل شىء، لأن اعترافهم بأن يوسف أبو زهرى قد مات داخل سجنه بسبب مضاعفات أمراض مزمنة اعتراف لا يبرئهم من المسئولية، لأنهم وقتها سيصبحون مضطرين للإجابة على أسئلة كثيرة تبدأ بكيف تركوا هذا الرجل المريض فى زنزانة دون علاج؟ وتنتهى بالسؤال عن السبب الذى وجد هذا الرجل بسببه فى السجون المصرية من الأصل؟.
كنت أعتقد أن الوزير حبيب العادلى قد نجح فى تطعيم رجال وزارته ضد هذه التصرفات الغبية، كنت أعتقد أن الجهاز الأمنى فى مصر قد تجاوز محنة التصرفات المفرطة فى سذاجتها، ولكن يبدو أن داءهم بلا دواء، يكتبون اعترافهم فى الجريمة بين سطور بيان إنكارهم لها وكأنهم تلاميذ فى إعدادى، ثم يغفلون عن شىء اسمه الصورة ذلك الاختراع القادر على أن يفضحهم جميعا مثلما يحدث كل مرة، ولكن هذه المرة لم تكن الصور مثل أى صور، بل كانت مجموعة من الصور لجثة تناديك ملامحها المجروحة من شدة الضرب أن تبكى من أجلها، أن تدعو على من ظلمها، أن تنتقم ممن انتهك حرمتها، فأرجوك عزيزى القارئ لا تترك سطور هذه المقالة إلا وقد وجهت غضبك كله فى دعاء طويل ضد هؤلاء الجبناء، وجه نظرك إلى السماء وادعو بأن ينتقم منهم العزيز الجبار ثلاث مرات.. الأولى لهذا المسكين الذى راح ضحية طيشهم، والثانية بسبب كذبهم، والثالثة بسبب الغباء.