محمد ثروت

المصالحة تتحطم على صخرة الخلاف الفلسطينى

الجمعة، 16 أكتوبر 2009 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحطمت المصالحة الفلسطينية على صخرة ثأر الفصائل وخلافاتها الداخلية، التى أضرت بالقضية وفرقت دمها بين الأمم. فجاء قرار مصر بتأجيل المصالحة "من أجل توفر المناخ المناسب فلسطينياً"، حسب تصريحات مصدر مصرى مسئول عنواناً على أزمة داخلية تعانى منها فتح وحماس وكافة الفصائل الأخرى أو الإخوة الأعداء.

الذين يصرون على استمرار الميليشيات المسلحة بدلاً من قوة أمنية واحدة فى الضفة والقطاع وتكون محايدة بعيدة عن أى صراع سياسى. وجاء تأجيل مناقشة تقرير القاضى النزيه جولدستون ليقلب الطاولة رأساً على عقب فى وجه الفرقاء الفلسطينيين. فحماس التى رفضت التقرير بالأمس واتهمت جولدستون بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، لأنه تحدث عن صواريخها التى تطلق على إسرائيل، هى نفسها التى اتخذت التقرير شماعة ووسيلة لضرب فتح والتشكيك فى شرعية أبو مازن والبحث عن بديل حمساوى له، والقضاء على أوسلو وكل المرجعيات الدولية للقضية وتخريب كل ما تم إنجازه فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى.

6 جولات من العمل المصرى المستمر وزيارات للوفود الأمنية المصرية الرفيعة إلى دمشق وغزة ورام الله. من أجل إقرار ورقة للوفاق الوطنى الفلسطينى.

ورغم قيام خالد مشعل بعمل 3 زيارات للقاهرة وتوالى زيارات أبو مازن وعرض اقتراحات وتعديلات على الورقة المصرية للحوار وإبداء الراعى المصرى للمصالحة مرونة وطول نفس وصبر على الاشتباكات الكلامية على مائدة الحوار والاتهامات بين فتح وحماس حول مسئولية كل منهما عن الانقسام، وتداعيات الحرب على غزة. عزام الأحمد عضو وفد فتح يتهم حماس بالتبعية لأطراف خارجية لعدم تنفيذ بنود المصالحة ومحمود الزهار عضو وفد الحوار فى حماس يتهم فتح بالانصياع لجهات عربية فى قرارها. كلام قديم ومكرر وطبيعة انقسامية فى الصراع العربى الإسرائيلى.

فلم يستغل الفلسطينيون فرصة وجود الرئيس أوباما على عرش البيت الأبيض وفوزه بنوبل ووجود خطة أمريكية لوقف الاستيطان وإحياء عملية السلام ووجود تفاهم روسى أمريكى نادر بين أوباما ومدفيديف ووجود أسبانيا على رأس الاتحاد الأوروبى بما لها من علاقات طيبة مع العالم العربى. لم يستغل الفلسطينيون المناخ المناسب والظروف الملائمة وظلوا على عنادهم وتغليب مصالحهم الشخصية. والرغبة فى اقتسام السلطة والثروة والإعانات الخارجية وحرس الشرف تحت الحراب الإسرائيلية لإعادة التسوية إلى المربع صفر. وهنيئاً لنتانياهو وليبرمان وزمرة اليمين الإسرائيلى المتطرف ولا عزاء للشقيقة الكبرى مصر على جهودها فى إصلاح البيت الفلسطينى من الداخل.

فعلى مصر أن تعلن بكل صراحة من المسئول عن هدم المصالحة وضرب كل محاولة لإحياء عملية السلام. سواء كان المسئول دولاً عربية صغيرة أم دولة فارسية تريد تحريك الفلسطينيين كالدمى من أجل بسط نفوذها على المنطقة.

على الإدارة المصرية أن تكون صريحة وواضحة فى كشف الفضيحة والعار الذى سيلاحق قادة فتح وحماس والجهاد والجبهة الشعبية وجبريل ورفاقه وكل الفصائل لتأجيل المصالحة. وليتدفق الدم الفلسطينى أنهارا ليصل إلى الصخرة المقدسة. بيدنا لا بيد أولاد إسرائيل. اللهم بلغت اللهم فاشهد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة