فاعلة خير جزائرية تبرعت بمبلغ عشرة آلاف جنيه لعيادة "الوفد" لعلاج الطفل محمد سامح من مرض السرطان.
الخبر ذكرته صحيفة الوفد فى عددها الصادر صباح، الأربعاء، ويأتى عكس موجة التراشق الإعلامى بين البلدين بسبب النزال الكروى يوم 14 نوفمبر لحسم من سيصعد من البلدين إلى مونديال عام 2010، ربما تكون هذه السيدة الجزائرية العظيمة قد شعرت أنه من الواجب عليها أن تبادر بالفعل الذى ينزل على المصريين بردا وسلاما، وربما تكون قد فعلته من أجل توصيل رسالة إلى أبناء وطنها تقول، إن الخير لا يجب أن نختصره فقط فى نتيجة مباراة كرة قدم بين البلدين.
فعل السيدة الجزائرية التى لم تأت جريدة الوفد باسمها، يستحق أن نبحث عما يماثله من أجل التأكيد على أن ما يجمع مصر والجزائر أهم من تصفيات فى كرة القدم، ولا أنسى لقاء لى منذ 5 سنوات مع الزعيم الجزائرى العظيم أحمد بن بيلا قائد ثورة الجزائر وأول رئيس لها بعد الاستقلال عام 1962، أخذنى الرجل إلى شرفة الفندق المطل على النيل، ونظر إلى مياه النهر طويلا وهو يقول لى: "أخى سعيد أتمنى أن أسير فى شوارع القاهرة، وأحكى للناس كيف ساند عبد الناصر العظيم الجزائر من أجل الاستقلال من الاستعمار الفرنسى"، وأضاف الرجل فى تأثر بالغ: "أتمنى لو أدفن فى هذه الأرض العظيمة مصر حين يحين أجلى".
كتبت هذا الكلام الذى قاله لى بن بيلا فى حينه، واستحضره دائما كلما حلت موقعة كروية بوصفها الساحة التى يعلو فيها لغة الخلاف أكثر من لغة المحبة بين الشعبين الجزائرى والمصرى، وأتساءل ما الذى حدث حتى يتم اختصار الأمر إلى هذا الوضع؟، ومن واقعنا العربى الغارق فى خيبته تأتى الإجابة، فلم تعد هناك قضية قومية كبرى تجمعنا نحن أبناء العروبة، ولم يعد هناك حتى ذاكرة تاريخية حاضرة تؤكد على أخوة تجمع ولا تفرق.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة