بوضوح ،علينا أن نعترف أن قرار ذبح وإعدام الخنازير كان قراراً خاطئاً، أو على الأقل لم يكن قراراً مدروساً بما فيه الكفاية، والدليل على ذلك، التراكم الرهيب لأكوام وجبال القمامة فى شوارع القاهرة الرئيسية والفرعية، ناهيك عن الكارثة البيئية فى المناطق المزدحمة والعشوائية ، انظر منطقة "أرض اللواء" مثالاً، حيث تمثل القمامة أحد المعالم الجغرافية الجديدة فى المنطقة، وكابوساً لمئات الآلاف من الأسر التى تخشى تحولها إلى مفرخة للقوارض والحشرات وللعديد من الأمراض.
من ناحية ثانية، لم يؤدِ ذبح وإعدام الخنازير إلى القضاء على شبح الأنفلونزا، فالإصابات تتواصل كل يوم، حتى طالت تلاميذ المدارس فى شتى المحافظات المختلفة.
بوضوح ،علينا أن نعترف أننا لم يكن لدينا تصور بديل عن كيفية التخلص الآمن من القمامة عندما ذبحنا وأعدمنا الخنازير، علماً بأن هذه الحيوانات كانت بمثابة مصانع لتدوير المخلفات العضوية بكل أنواعها، وكانت تخلصنا من 40% تقريباً من القمامة دون أن تكلفنا شيئاً، وعندما أعدمناها لم نكن مستعدين بمئات المصانع البديلة التى تعمل على تدوير المخلفات بأمان دون تهديد للبيئة أو للصحة العامة.
هل ننتظر كارثة صحية أو بيئية حتى نعترف بأننا أخطأنا وحتى نرجع عن خطئنا؟
أبسط أخطار القمامة المتراكمة فى الشوارع وتحت الكبارى وجوار أسوار المدارس والمستشفيات وفى الخرابات ،انتشار القوارض التى قد تحمل ـ لا قدر الله ـ مرض الطاعون، كما يمكن أن تسبب تلوثاً حاداً ، والتيفود ليس بعيداً عن أذهاننا.
هل نمتلك الشجاعة لأن نرجع عن خطأ إعدام الخنازير، بإنشاء حظائر جديدة خارج القاهرة وعواصم المحافظات، وإخضاعها والعاملين فيها للإشراف الصحى؟
وإذا لم نفعل هل يمكن أن ننشئ مئات المصانع البديلة لتدوير المخلفات خلال عدة أسابيع مثلاً؟ أم أننا سنعمل أذناً من طين والأخرى من "قمامة" وننتظر الكارثة؟
اللهم فاشهد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة