يشتد الجدل بين أحزاب المعارضة والتيارات السياسية المختلفة المعارضة لاختيار مرشح منافس لمرشح الحزب الوطنى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة وهناك دفع بأسماء كثيرة مثل الدكتور محمد البرادعى وطرح البعض من قبل أسماء مثل المستشار هشام البسطويسى والدكتور أحمد زويل والطبيب الشهير محمد غنيم وأسماء أخرى سجلت تفوقا مهنيا بارعا فى مجالاتها وتتمتع بسيرة شخصية طيبة، لكن المشكلة تبقى فى أنه ليس شرطا أن يكون التفوق فى المجال العلمى والمهنى بابا لأن يصلح صاحبه رئيسا للجمهورية، وأتعجب من أن بعض الأصوات التى ترشح هذه الأسماء سبق لها مثلا انتقاد اختيار الدكتور أحمد نظيف رئيسا للحكومة الذى لم يكن سياسيا فى يوم من الأيام، بل إنه كان أثناء دراسته الجامعية بـ "يمشى جنب الحيط "، ويمتد الانتقاد من هؤلاء إلى اختيار بعض الوزراء دون أن يكون لهم خبرة سياسية سابقة، ومع كل فشل سياسى لهم يتم انتقادهم على أساس أنهم وزراء ليسوا سياسيون، ولم يسبق لهم خوض أى تجربة سياسية.
والمفارقة تأتى فى أنه إذا كان الانتقاد السابق يأتى فى طريقة اختيار رئيس وزراء ووزير، فما بالنا بمنصب رئيس الجمهورية.
وكل الأسماء المطروحة نرفع لها تعظيم سلام فى المجالات المهنية التى تعمل فيها، لكن أن يتم الدفع بها لرئاسة الجمهورية فهذا شأن آخر، والمؤكد أن جميع هذه الأسماء يمكن النظر إليهم بوصفهم ضمائر حية يمكن الاحتكام إليها وهم خارج دولاب السلطة أما منصب رئاسة الجمهورية والترشيح له فالأجدى به الذين خاضوا تجربة العمل السياسى ويحملون فى نفس الوقت مشروعات سياسية للتغيير وعلى استعداد لدفع الثمن والثمن هنا من الممكن أن يكون تقييدا للحرية فى صورها المختلفة والصعبة.