أجمل ما فى مصر - لا مؤاخذة- مؤخرتها!، وعلى الرغم من أنها قد تبدو لك أكثر ترهلا وعشوائية فى التكوين، إلا أنها تحمل من بعض ملامح الجمال، ما يجعلها تتفوق كثيرا على شفايف الوطن المنتفخة من الثقافة وأنف الوطن التى تستنشق روائح الوضع الذى نعيش فيه وعيون الوطن التى ترى المستقبل بالألوان.
القاعدة الشعبية فى مصر مترهلة وعشوائية وعين أى محايد يقف "بلبانة" على الناصية تستطيع أن تؤكد ذلك، فمازال الذين يسكنون مؤخرة الهرم الاجتماعى فى مصر على وعدهم الصادق بحبها ونيتهم المخلصة فى تقديم أكتافهم كدعائم لنهضتها، حتى لو قالت كل الدراسات والأبحاث العلمية ما تقوله عن وضعهم فى جداول التخلف والجهل والفقر واللامبالاة، لأن مافى القلوب غالبا ما يعجز الورق عن كشفه.
المشكلة الحقيقية فى النخبة التى تتصدر جسد هذا الوطن، وتمده بالكثير من الأمراض السرطانية الواردة عبر عمليات التجميل المزيفة التى أجراها النظام لهم، تأتى بداية من الشفايف التى انتفخت بثقافة "السيلكون"، لا يمكن أن يصدر عنها كلمات للنهضة وعيون النخبة التى امتلأت بالعدسات و أصبحت ترى المستقبل أخضر، ولم نعد نسمع واحدا من مثقفى النخبة المصرية إلا وهو يتكلم عن عالم غير الذى نعيش فيه.
وأصبحت مشكلة هذا الوطن التى لم تتضمنها دراسات الحكومة ولا مثقفيها هى تلك النخبة التى تعيش تحت إبط النظام، متشبثة بشعيراته ومتخدرة برائحة إفرازاته العرقية، دون أن تقوم بدورها فى عملية التذكير، فأصبح النسيان هو الماركة المسجلة لهذا العصر وهو السبب الرئيسى فى كوارث هذا الوطن ..هتقولى إزاى ؟.. أقولك..
شوف ياعم المواطن ..حضرتك شايف إن النسيان نعمة وكلامك جميل منقدرش نقول حاجة عنه، لكن يمكننا أن نسأل هو نعمة على مين بالضبط؟ إن كنت تعتقد أنه نعمة عليك فلا مؤاخذة يبقى خليك فى حالك.
حتى نعمة النسيان مثلها مثل كل شىء فى البلد يحصل عليها النظام الذى يحكمنا كاملة، فنحن نخضع ونصمت ونرضى بما هو قائم الآن لأننا ننسى ما يفعله النظام وما يفشل فيه، وإذا كان الأمر غير ذلك ..فهيا أخبرنى هل تتذكر عدد المعتقلين الذى نسيناهم فى السجون؟وهل تعرف مصير القطار الذى حرق والذى انقلب؟ وأين ذهب سفاح المعادى ومن أغرق العبارة ومن حاسب صاحب العبارة وأين حقوق المظلومين؟
هل تتذكر أى من هذه الأشياء الذى يكفى مجرد تدوينها فى ورقة سببا لزوال نظام كامل أو على الأقل محاسبة المسئولين فيه؟ بالطبع لا نذكر نحن نعيش اليوم بيومه دون أن ندرى أننا نمد فى عمر من يظلمون ومن يسرقون، لأننا لا نحاسبهم، بل لا نتذكر أن من ضمن حقوقنا أن نتقدم لكى نحاسبهم أصلا ..لا حساب بالجملة ولا حتى قطاعى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة