لن تكون محاكمة قاتل مروة الشربينى مجرد محاكمة جنائية عابرة فى التاريخ الأوروبى، بل محاكمة القرن للعنصرية والكراهية ضد العرب والمسلمين.
غدا الاثنين يترقب العالم الإسلامى الجلسة الأولى للمحاكمة، حيث سيكون القضاء الألمانى محل اختبار. هل سيكون عادلا ونزيها أم خاضعا للضغوط وهو متهم أيضا باغتيال متقاضية فى عقر داره وأمام أعين القاضى والمحلفين، وبتواطؤ وإهمال من الشرطة التى أطلقت النار على الضحية "زوجها" بدلا من منع القاتل من توجيه 18 طعنة إلى جزعها وصدرها وهى حامل.
تنطلق المحكمة غدا ليدافع عن الشهيدة مروة محامى مصرى شاب سيتكلم العربية أمام هيئة المحكمة، ولا يوجد محامٍ واحد مخضرم يجيد الألمانية ويلم بقانون ولاية ساكسونيا والقضايا المشابهة لحوادث العنصرية إلماما جيدا، فضلا عن الإلمام بالقوانين الأوروبية المقارنة.
ورغم حضور السيد نقيب المحامين المصريين والعرب، إلا أن القضية كانت تحتاج تنسيقا أكبر وترتيبات مع الجانب الألمانى، أو الاستعانة بمحامين أوروبيين محايدين أو أمريكيين، كما دافع وزير العدل الأمريكى الأسبق رمزى كلارك عن القضايا العربية. وهناك غيره من نخبة المحامين المعروفين بمواقفهم الداعمة للعرب والمسلمين وتمكنهم القانونى. أما هيئة الدفاع المصرية فهى تجيد العربية لغة وقولاً وحديثاً وبلاغة. والترجمة يا سادة لن تكون أدق مهما كان المترجم على درجة من الثقافة.
سمعت من السفير رمزى عز الدين سفير مصر فى برلين أن السفارة كلفت محامين لمتابعة القضية منذ وقوع الجريمة البشعة. ولكن الذى تصدر المشهد الإعلامى ووقف أمام الكاميرات محامون مصريون شباب مع تقديرى وإعزازى، ليست لهم خبرة كافية بالقضاء الألمانى. واللغة الألمانية الفريدة بتنوعها واشتقاقاتها فضلاً عن خلفيات الدولة الألمانية السياسية والصحافة ووسائل الإعلام هناك، وانحيازها ضد الأجانب.
الخطأ الآخر الذى ارتكبته الجالية المسلمة هو صدور تصريحات وتسجيلات صوتية تحرض على اغتيال القاتل وهو فى طريقه للمحكمة، مما جعل شرطة ولاية ساكسونيا تحشد عدداً من القناصة والشرطة السرية والقوات الخاصة حول المحكمة وفى الطرق المؤدية إليها.
قضية مروة ومحاكمة القاتل فرصة لإثبات عدالة قضايانا كعرب وكمسلمين، وتسامحنا أمام كراهية الآخر وعنصريته. وأن القصاص العادل يأتى بالقانون والحشد الإعلامى المكثف حتى لا تغيب مروة عن ذاكرة أوروبا والعالم.
يا أحرار العالم احتشدوا أمام الشاشات لمتابعة محاكمة العنصرية وكراهية الآخر. وادعوا لمروة الشربينى بالرحمة والخلود. واجعلوا يوم استشهادها ذكرى لنبذ العنف ودعوة للتسامح وقبول الآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة