كان عنده حق الدكتور زكريا عزمى عندما نهر نواب الوطنى الذين حاولوا الدفاع عن محمد منصور وزير النقل والمواصلات أمام لجنة النقل، بأن وجهوا له الشكر على تطوير السكك الحديدية!
نعم هذا ما حدث .. نواب "وطنى" أرادوا الالتفاف على استجواب الوزير فى كارثة العياط بشكره على جهوده فى شراء الجرارات الجديدة وتحديث العربات الخردة، وزيادة التوعية للجماهير بأهمية المحافظة على ما حققته الوزارة، ناسين أن الجرارات الجديدة، ليست نتاج عمل الوزارة وإنما هى منح من ليبيا وقطر وبجهود المصانع الحربية، ومتناسين أن دور وزارة النقل أساساً هو وضع "سيستم" للاستفادة القصوى من هذه "المدخلات" حتى يشعر المواطن بالفرق فى خدمة السكك الحديدية التى تعد من أعرق خطوط السكك الحديدية فى العالم.
وحده زكريا عزمى وضع النقاط مشكوراً على حروفها الساخنة وزجر النواب الذين أرادوا الرقص فى العزاء، كما أعلن صراحة عن فشل "السيستم" المعتمد من وزارة النقل فى إدارة الموارد المخصصة لها، والذى كان من نتائجه استمرار التردى فى خدمات القطارات وصولاً إلى كارثة العياط، مع اللف والدوران عبر الإعلانات التى أصبحت لغة الضحك "على الذقون" هذه الأيام.
عندما قال عزمى "حملة الإعلانات وحرامى الحنفية" التى تمت إذاعتها لم تحقق شيئاً، مضيفاً: الحادث كبير والحكومة اعترفت بالمسئولية وإذا ثبت أن الحادث وقع نتيجة خطأ بشرى، وزير النقل هو المسئول دستورياً"، عندئذ تراجع الراقصون فى العزاء وأصبحنا أمام بداية "للمحاسبة" الحقيقية، حتى وإن قال الوزير المسئول عن الكارثة: "الاستقالة سهلة لكن التحدى الصعب هو معالجة الأخطاء".
لا يا سيدى أنت أثبت أنك غير قادر على منع الخطأ أصلاً، ليس لأنك من المفروض أن تكون هرقل أو زرقاء اليمامة قوتك خارقة أو تعلم الغيب، ولكن لأنك من المفروض أن تضع نظاماً للعمل يمنع الأخطاء الساذجة الفادحة ويقلل إلى حد كبير، الأخطاء الصغيرة .
أنت يا وزير النقل تساوى نظام العمل الذى تضعه لوزارتك، ومسئول فى الوقت نفسه عن أخطاء مرءوسيك الفادحة خصوصاً إذا تعلقت بإزهاق أرواح 18 مصرياً أبرياً وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين وإصابات متفاوتة، ولا يصح بأى حال من الأحوال أن يكون رهانك فى إحداث طفرة فى هيئة السكك الحديدية على "إعلانات الحنفية" وها قد ثبت فشلها على حد تعبير زكريا عزمى.. والأفضل أن تختار الاستقالة السهلة لأنك فشلت فى التحدى الصعب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة