بعد أيام قليلة تبدأ الدورة البرلمانية الجديدة، وبعدها بشهور ينتهى صخبها، لتبدأ الاستعدادات لانتخابات جديدة، وهى الانتخابات التى ستمهد لانتخابات الرئاسة المقبلة، ومع كل هذه الأهمية لا يوجد فى الحركة السياسية لأحزاب المعارضة ما يشير إلى أن هناك فصلا سياسيا ساخنا ستعيشه مصر فى الشهور المقبلة.
والأدهى أن هذه الأحزاب يعيش البعض منها معاركه الداخلية- كما هو الأمر فى حزب التجمع- ويعيش البعض الآخر مواتا حقيقيا، مثل الحزب الناصرى، ويعيش حزب الوفد على معاركه الصغيرة أيضا، أما الحركات الاحتجاجية التى ساهمت فى التوهج الحركى للشارع السياسى فى عامى 2005 و2006 ، فتعيش هى الأخرى أزمة خطاب سياسى، وأزمة أولويات محددة على أجندتها، مما أدى إلى سحب الكثير من رصيدها الشعبى، ويطرح هذا المشهد نتائج متوقعة لما هو قادم، أوله أن الحزب الوطنى سينفرد بالساحة كاملة متفرغا لخوض معاركه بالتحالف مع الأمن ضد الإخوان المسلمين، وحتى لايحدث لـ"الوطنى" أى إزعاج قد يعكر له معركته مع الإخوان، سيلجأ إلى رسم خريطة شكل المجلس القادم، وذلك بالاتفاق مع أحزاب المعارضة الرئيسية على حصة لكل منها فى البرلمان، بالدرجة التى يبدو منها أن هناك بالفعل معارضة برلمانية، لكنها المعارضة التى لا تؤدى إلى تعكير صفو سيناريوهات انتخابات الرئاسة التى سترضى أحزاب المعارضة بها، حتى لو عارضتها، شكلا، المطروح أو المتوقع بهذا الشكل هو تراجع كامل عن بعض المكاسب الديمقراطية التى تحققت فى الفترة الماضية، لكنه التراجع الذى قد يتولد منه حركات احتجاجية من نوع آخر، وأحزاب بطعم مختلف غير الطعم الحامض للأحزاب الحالية.