مدحت قلادة

هل أصابت العنصرية غالبية المصريين؟

الخميس، 12 نوفمبر 2009 07:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرف العنصرية Racism بأنها الأفعال والمعتقدات التى تقلل من شأن شخص آخر لكونه ينتمى لعرق أو لدين مخالف، كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون أن المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقى تلك المعاملة.

وفى تعريف آخر هى تعصب فرد أو فئة من الناس لجنس أو عرق أو قبيلة أو عشيرة أو دين أو طائفة أو معتقد أو حتى لون بشرة وإباحة قتل أو اضطهاد أو حتى ازدراء الفئات الأخرى بدون وجه حق أو سبب واضح سوى أنها تختلف عنه فى جنسها أو عرقها أو طائفتها أو لونها.

من التعريفين السابقين، فالعنصرية هى تمييز مستمر لفئة من فئات الشعب على حساب فئة أخرى، أو اضطهاد واضح باستباحة حياة وشرف الآخرين والازدراء بهم، والتقليل من شأنهم لاختلافهم فى الدين أو الشكل أو اللون أو الجنس.

وهنا نتساءل هل تمكنت العنصرية من غالبية المصريين؟!
لن أجيب على هذا السؤال.. إليك بعض الأحداث الدامية التى توضح بجلاء هذه الإجابة:
شهداء الكشح 21 قبطياً استشهدوا فى 2 يناير عام 2001، منهم الأطفال كالطفلة ميسون غطاس، فهمى ذات الأحد عشر عاماً وأخوها الشهيد عادل غطاس فهمى والشهيد الطفل الأمير حليم فهمى ذو الخامسة عشر عاماً ورفعت فايز عوض فهمى ذو الخامسة عشر عاماً وقت استشهاده.

ومنهم الشيخ الطاعن فى السن كالشهيد جابر سدراك ذى الخامسة والثمانين عاماً مع حفيده رفعت زغلول جابر سدراك العامل الزراعى العائل الوحيد لأمه الأرملة، والشهيد الطاعن فى السن لوندى تادرس ذو الستة والسبعون عاماً وابنه ناصر لاوندى تادرس. والشهيد حليم مقار فهمى الشهيد مع ثلاثة من أبنائه زكريا وأشرف والأمير الطفل ذى الخامسة عشر عاماً.

والشهداء مهران لبيب شنودة، الذى ترك أبناءه الخمسة، والشهيدة بونه جبريل عبد المسيح تاركة برحيلها أربعة بنات وولدين ليذوقوا اليتم على يد شركاء الوطن!! وممدوح نصحى صادق الذى رحل وترك أبناءه الثلاثة بلا عائل، والشهداء عاطف ناصر، وعبد المسيح محروس إسكندر، وسامية عبد الشهيد عروس المسيح الشابة ذات الإحدى والعشرين عاماً، والشهيد وائل الضبع، عماد طريف قدى، ومعوض شنودة معوض، ووهيب جرجس حنا، رفعت فايز فهمى عوض.

فشهداء الأقباط بالكشح ليسوا نهاية للعنصرية، بل تضاف إليهم أسماء أخرى مثل شهيد قرية البهجور بالمنوفية عبده جورج، والشهيد حنا بقرية دلجا بدير مواس، والشهيد فرنسيس لبيب بقرية جوادة التابعة لمركز مطاى محافظة المنيا، والشهيد ميلاد فرج حنا بسمالوط محافظة المنيا، وعم نصحى شهيد الإسكندرية وآخرين يصعب حصرهم.

أرواح شهداء الكشح المغدور بهم وشهداء القرى الأخرى لم يعاقب فيها جانى واحد على جريمته!! فشهداء الكشح 21 قتيلاً بدون قاتل واحد تمت إدانته، ولهذا فإنى أطلق عليهم قتلى قتلوا أنفسهم!!.

أما عن حوادث الهجوم على منازل وكنائس الأقباط على سبيل المثال وليس الحصر محافظة المنيا حصدت على الدرع الذهبى للتطرف والهجوم على أقباط مصر فى عهد محافظها الحالى أحمد ضياء الدين، الذى صرح ذات يوم حينما كان مسئول السجل المدنى "على جثتى استخراج شهادات مسيحية للعائدين للمسيحية"!! رغم صدور حكم قانونى بذلك!!

ففى محافظة المنيا قاموا بحرق كنائس وبيوت ومحلات الأقباط فى قرى سمالوط، الحوايصلة، وجرجس، وباسليوس، ومنقطين، ومطاى، وبنى مزار، ومغاغة، وبردنوها، والطيبة، وبنى النمس، والبدرمان، والعدوة، أخيراً الأحداث الدامية على أقباط ملوى. ومحافظة أسيوط وقنا والإسكندرية والبحيرة والدقهلية والمنوفية.

الدافع الرئيسى لتلك الأعمال الإجرامية هو الاختلاف الدينى، ويصاحب تلك الهجمات قتل واستباحة دماء وأموال الآخر المخالف بسبب غياب العدالة وتهاون الأمن المصرى، ومن العجيب على الجانب الآخر تسَّخر الدولة.. والأمن.. والخارجية المصرية.. كل إمكانياتها لمروة الشربينى!! الشهيدة!! وتطالب الصحافة المصرية بالقصاص من القاتل!! وتطالب بالحكم العادل!! بينما الشهداء الأقباط منهم اثنان أُحرقت جثتهما وهما أحياء!! فى الكشح عام 2001، ومنذ شهر فى مدينة ديروط فصلت رأس الشهيد فاروق نهرى عن جسده بيد أسامة محمود وعدلى حسين، وقتلى آخرون خرجت أحشاؤهم على قارعة الطريق لم يرتفع صوت واحد من مسئولى المحروسة يطلب القصاص العادل من هؤلاء الأوغاد!! بل يتهم من يطالب ويدين ويستنكر تلك الأعمال الإجرامية والإرهابية بالتطرف!! وكان التطرف هنا لكل من يطالب بالحق! ويدافع عن المظلوم! لإرجاع الحقوق المغتصبة!! فى ربوع مصر ألم يٌقتل الأقباط بسبب اختلاف ديانتهم؟! أليس فكر الاستحلال للجماعات الإرهابية لسرقة محلات الصاغة للأقباط لكونهم مختلفى الديانة؟! ألم يبكِ السيد الرئيس لموت الطفل محمد الدرة بين أحضان أبيه، وموت الطفلة ميسون غطاس لم يحرك جفون أولى الأمر؟! ألم تحرق كنائس ومحلات وبيوت الأقباط لذلك السبب؟!

لماذا يصمت الجميع ولا صوت يطالب بالقصاص العادل؟! هل انتشرت العنصرية بين المصريين؟ أليس من العجيب أن نصف ألمانيا بالعنصرية؟.. ومرض العنصرية تمكن من نفوس المصريين وأولى الأمر؟

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة