هل لدينا وزارة للإعلام؟، وهل نحتاج إلى وزارة للإعلام؟.. هناك دول كثيرة لم تعرف مثل هذه الوزارة، وأخرى ألغتها مع تطور وسائل البث وتكنولوجيا المعلومات، لكنها ظلت عندنا بلا تطوير ولا تفاعل شاهداً على الفشل الحكومى.. وزارة الإعلام أصبحت مع سياسات وزيرها مثل السكة الحديد إمكانات ضخمة بلا عائد، بل وتكرار للحوادث والتصادمات.
وزارة إعلامنا لا تقوم بالوظائف التى اخترعت من أجلها، وهى الإعلام والتثقيف، وتفرغت لأدوار ليست من صميم عملها، مثل إنتاج برامج مستنسخة ومسلسلات تنتجها شركات أخرى.. إذا بحثت عن وزارة الإعلام فى أنفلونزا الخنازير لن تجد دوراً يذكر، ولا فى أى حادث أو حدث حقيقى يحتاج إلى تغطية وتوعية.. إذا بحثت عن القنوات المتخصصة، أو التعليمية، ستكتشف أنها تم تكهينها من سنوات، وأن محاولات إحيائها تتم لزوم الدعاية.
أقول هذا بمناسبة الانتقادات التى وجهها النائب الدكتور زكريا عزمى إلى وزارة الإعلام فى بداية الدورة البرلمانية، ولا نعرف لماذا تأخرت الانتقادات، وهل تأخرت لأن النقد لا يقدر عليه سوى الدكتور زكريا، الذى هاجم وزارة الإعلام ضمن عدد من وزارات الحكومة.
انتقاد وزارة الإعلام جاء بعد شهرين من رمضان، الذى كان مثالاً لفشل الوزارة الوزير أنس الفقى فى اختراع سياسة إعلامية.. ورأينا كيف لجأ التليفزيون المصرى، الذى يفترض أنه رائد، إلى الاستنساخ والتقليد، وإهدار المال على برامج مستنسخة ومسلسلات متشابهة ولا على الفشل فى تحقيق عائدات إعلانية تتناسب مع ما تم إنفاقه، وأيضاً الشراكة غير المفهومة بين جهاز التليفزيون الذى يفترض أنه مملوك للدولة وبين شركة إعلانات حصلت على كل الميزات وخرج التليفزيون من المولد بلا حمص ولا إعلام.
الدكتور زكريا عزمى تحدث عن إنتاج مسلسلات أكثر من المطلوب، كما تحدث عن برامج حوارية تبحث عن النميمة والشئون الشخصية والداخلية، لكنه لم يتطرق إلى أن مثل هذه البرامج لم تجذب المشاهدين، لأنها مستنسخة وغير فاعلة ولم تعط التليفزيون أى ميزة تنافسية من فضائيات أقل منه فى الإمكانات وتفوقت عليه وما تزال.
أهم ما تطرق إليه النائب زكريا عزمى هو أن وزارة الإعلام لا تقوم بدورها فى الإعلام والتوعية والتثقيف، وهو دور غاب فى ظل التركيز على استنساخ برامج، وهذا الدور غائب لأن الوزير وضع الوزارة فى جيب شركة إعلانات طارق نور، التى حصلت على أموال وزارة الإعلام وأموال الوزارات من أجل إنتاج إعلانات اتضح أنها بلا فائدة، بل واكتشفنا بعد تصادم القطارين أن جزءاً من أموال تطوير القطارات ورفع الأحوال المالية للسائقين والعاملين ذهبت إلى شركة الإعلانات، ولا أحد توقف ليحاسب على كل هذا الإهدار فى المال العام، ولا أحد سأل الحكومة عن السبب الذى يدفعها لإنفاق ملايين للترويج لخدمات هى من صميم عملها ولا أحد ينافسها فيها.
لم يعد أحد يعلم بالضبط ما هى وظيفة وزارة الإعلام، ولماذا تبقى وزارة سيادية مع أنها لا تسود فى أى اتجاه، وهل فائدة وزارة الإعلام بإمكاناتها الضخمة أن تبيع منتجات ملقاة على قارعة الطريق؟. وحتى هذا لا تنجح فيه.
هذا الجهاز الطويل العريض، لا تجد لديه برنامجاً واحداً له السبق، رغم امتلاكه لهذا العدد من القنوات الطويلة والعريضة والمربعة والمثلثة، ولا يبدو الوزير أنس الفقى وزير الإعلام أن يشعر بمشكلة فى المنافسة ولا فى تأخر وتقهقر التليفزيون المصرى الرائد خلف أمثاله، وكل ما استطاع فعله أنه رمى كل بياضه فى حجر شركة إعلانات باعت له الترماى الإعلامى، برامج وإعلانات مستنسخة لم تضف له، بل خصمت منه، وبعد كل هذا لا نظن أن لدينا وزارة للإعلام، ولا حتى للإعلانات..
موضوعات متعلقة..
زكريا عزمى يفتح النار على حكومة نظيف .. اتهمها بأنها تحولت إلى تاجر.. وانتقد سياسات الإعلام فى إنتاج البرامج والمسلسلات الرمضانية .. وطالب بالتصدى لظاهرة الغشاء الصينى