لن ينام المصريون حتى يأتى الفراعنة بالمونديال، سيظل الشبان والفتيات ساهرين حتى الصباح وهم يهتفون بحياة متعب وزكى وأبو تريكة والمعلم حسن شحاتة وكل الرجال الذين تحدوا جميع الضغوط النفسية والحرب الإعلامية وكانوا على قدر المسئولية.
أخبرنى أبناء العمومة فى الكويت والإمارات وأصدقائى السودانيين أنهم تركوا أعمالهم وقرروا البقاء فى البيوت حتى يتحقق النصر لمنتخب مصر فى المباراة القادمة بنادى المريخ السودانى، معركة إرادة وتحدى ونصر سوف ينتزعه الفراعنة من فم رجال الصحراء الخضراء أشقاء الدم الواحد والمصير الواحد.
معركة الجنون والإثارة والندية، كما وصفتها صحافة العالم، النيويورك تايمز وصفت المباراة بالنصر التاريخى المستحق وكانت المدونات الأجنبية تسير وراء الحلم المصرى بالمونديال.
سقطت أوهام كل المشككين فى المعلم حسن شحاتة وفى خططه وتكتيكه وخداعه الماهر، وسيطرته على الملعب وحروبه النفسية للفريق المنافس، ومعرفته بطول قامة لاعبى الجزائر ودفاعهم وهجومهم، وأسلوب تضييعهم للوقت حتى تخرج مصر من المونديال.
كل مكسب جديد وصعود وتأهل هو بمثابة استفتاء على المعلم حسن شحاتة وقدراته ومهاراته وروحه القتالية الفريدة، فلم تخرج منه تصريحات متهورة أو عنيفة ولم يعبء بالتراشق الإعلامى المصري الجزائرى وظل متكتماً على خططه بعيداً عن الشو والضجيج الذى يضر أكثر مما يفيد.
أما الجمهور المصرى فهو شريك للمعلم حسن وأولاده الأبطال، جمهور مسئول لم يكسر زجاج حافلة ولم يقم بالإسفاف أو الاستفزاز، أمام عنف الآخرين وضجيجهم المفتعل.
لقد كانت فرحة الشعوب العربية بفوز منتخب مصر ومسيرات أشقائنا من الخليج إلى المحيط أكبر استفتاء على مكانة مصر الشقيقة الكبرى وأم الدنيا، أما الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، فقد كان عند حسن العهد به فى طليعة الذين تحلوا بالمسئولية، مؤكداً لفريقه أن العلاقات المصرية الجزائرية تاريخية وعميقة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ومطالباًَ فريقه بترك روح الحقد والتحلى بالروح الرياضية والمنافسة الشريفة.
النصر قادم لا محالة إن شاء الله والطريق إلى المونديال مفروش بصبر وعزيمة الرجال ودعم ومساندة الجمهور العربى الذى أحب مصر وبدعوات الملايين وصلواتهم وسهرهم ومكابدتهم فى عشق الوطن عاشت مصر وعاش الشارع العربى الذى توحد على العلم والفانلة الحمراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة