ما الذى يحدث؟ الصحف الجزائرية صورت الأوضاع فى القاهرة قبل وبعد مباراة السبت الماضى، وكأن المصريين كانوا يعذبون المتفرجين الجزائريين الذين جاءوا لتشجيع فريقهم، ووصل الأمر إلى اختلاق وقائع اعتداء لدرجة الزعم بسقوط 4 ضحايا جزائريين قتلى على أيدى المشجعين المصريين.
ورداً على هذا التهويل والمزاعم المغرضة، قطعاً، اندفع الآلاف من الجزائريين فى مدينة وهران وفى غيرها من المدن الجزائرية للفتك بالجالية المصرية والعاملين فى الشركات هناك.. لدرجة توقف الشركات المصرية عن استكمال مشروعاتها ومنع العمال من مغادرة معسكراتهم وأماكن سكنهم، ورغم ذلك تعرضوا للهجوم بقنابل المولوتوف والحجارة وكل وسائل الأذى التى يمكن أن يمتلكها جمهور غاضب عنيف تم تضليله.
للأسف الشديد، تم قتل الروح الرياضية بنفس الطريقة التى قتلت بها الفيلسوفة المصرية "هيباتيا" أى بجرجرتها فى الشوارع وسط الغوغاء الذين أخذوا ينهشونها ويمزقونها حتى تفتتت بين أيديهم إلى أشلاء صغيرة من اللحم والدم تركت أثارها على جميع الأيدى الآثمة المشاركة فى الجريمة كعلامة إدانة لم يبرأ منها أحد.
المجرمون الذين قتلوا الروح الرياضية وأضروا كثيراً بالعلاقة المميزة بين الشعبين الجزائرى والمصرى معروفون وهم يعرفون أنفسهم جيداً.. شرازم المحسوبين على الإعلام الرياضى فى كلا البلدين تليفزيوناً وصحفاً وفضائيات "عندنا طبعاً لأن الفضائيات لم تدخل الخدمة بعد فى الجزائر الشقيقة" ويضاف إليهم مسئولون مرعوبون من الإقالة بعد خسارة مباراة أو خسارة التأهل لكأس العالم فتجدهم يصرخون وينفخون فى نار التعصب حتى إذا وقعت الخسارة، وهى واردة مثل الفوز فى الرياضة، يظهرون بمظهر الضحية ويحتفظون بكراسيهم ومميزاتهم المادية وصفقاتهم وحضورهم أمام الكاميرات!
طبعاً لن يسمع أحد لهذا الكلام فالصراخ عال جداً والتشنج سيد الموقف والوطنية المزيفة هى العملة الرابحة ،لدرجة بث مشاهد حرب أكتوبر قبل مباراة القاهرة، أو اعتبار مباراة السودان فى الجزائر بمثابة التحرر من الاستعمار الفرنسي، ومع ذلك آمل أن تمر مباراة السودان بمظاهرات وشحنها وشغبها وأن يظهر العقلاء فى الجانبين ليعيدوا ما تم هدمه فى العلاقة بين الناس فى البلدين.. رحم الله الروح الرياضية وقاتل الأغبياء والأدعياء وتجار الوطنية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة