حقق منتخبنا فوزا غاليا على الجزائر بهدفين أحرز الأول البلدوزر عمرو زكى فى الدقيقة الثانية من بداية المباراة.. وأحرز عماد متعب الهدف الثانى برأسية رائعة فى الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع.
الهدف الأول برغم أنه جاء مبكرا لكنه حبس أنفاس الجماهير بعدما تأخر إحراز الهدف الثانى لنهاية المباراة.
استحق الفراعنة الفوز الذى حافظ على أمانى الصعود للمونديال، ولعب مباراة فاصلة مع الجزائر بمدينة أم درمان بالسودان مساء الأربعاء باستاد نادى المريخ.
الهدف الأول أحدث انفجارا من الفرحة بين الجماهير، ربما غطت أصوات احتفالها على صدى أى صوت.. وسمع فى كل ضواحى قاهرة المعز برغم وجود ستاد القاهرة بمدينة نصر.
شتان الفارق بين اللحظات العصيبة التى عاشتها الجماهير المصرية والوقت يمر كالبرق، والنتيجة 1/صفر فقط، واللحظات الفرحة التى أعقبت إحراز «المتعب» مهاجم مصر لهدف الأمل الثانى الذى جعل الأمانى ممكنة.. وفجر بركان الفرحة فى كل مدن وقرى مصر.. بل وامتدت الفرحة إلى الجاليات المصرية فى كل بلاد العالم.
المباراة فى جملتها عصيبة، شهدت كل ألوان الطيف الكروية من شجاعة هجومية مع لحظاتها الأولى منذ صافرة الجنوب أفريقى دامون، إلى انتهاء الـ15 دقيقة الأولى وبداية لملمة المنتخب الجزائرى شتات خطوطه، وخشية المصريين من ذهاب الهجوم الأخضر نحو مرمى الحضرى.
الهدف المبكر الذى أحرزه عمرو زكى فى الدقيقة الثانية من الشوط الأول أعطى انطباعاً بأننا تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم.. لأن «الفورة» الهجومية كانت لافتة للنظر مع بدء أحداث اللقاء المرتقب وفى غمرة «الخضة» التى انتابت لاعبى الجزائر من المنظر العام لاستاد القاهرة وهى الخضة التى حولت خط دفاعه إلى فوضى وثغرة واضحة فى العمق لكن للأسف لم يحتفظ منتخبنا بفورته الهجومية واختار أن يلعب تحت شعار «الاحتياط واجب» إلى أن سرقه الوقت ووجد نفسه على مشارف الوداع.. فى هذه اللحظات العصيبة تدخلت العناية الإلهية فى الوقت نفسه الذى بدأ فيه الجمهور يتسرب من المدرجات إلى الخارج وهو الذى كان يحتفل قبل المباراة وكأنه عرف النتيجة من الكنترول، وكانت حالة غريبة زادت من الضغوط النفسية على الفاهمين الواعين لصعوبة الموقف.
لعب المنتخب الوطنى على غير ما توقعنا.. وظهر لنا غريباً وكأنه نسى كرة القدم.. وتسرب إليه الخوف من منتخب الجزائر مع تسرب الدقائق.. واشتد الصراع وسط الملعب وسط مفاجأة جزائرية فى إجادة ضبط إيقاع هذا الخط والاكتفاء بدوره الدفاعى أولاً فى الشوط الأول قبل أن يتشجع أكثر ويكتسب الثقة التى كانت معدومة فى الدقائق العشر الأولى ليبدو ندا وقريباً من مرمانا وقريباً من التهديف لولا براعة هذا الحارس العملاق عصام الحضرى فى فرصتين جزائريتين واحدة فى الشوط الأول وأخرج الكرة من فوق الخط وأخرى فى الشوط الثانى استخدم فيها كل عصارة خبرته وموهبته فى توقع تصرف المهاجم الجزائرى.
من المؤكد أن المنتخب الوطنى.. «منتخب الساجدين» هو حبيب الله.. فى ثوانى اليأس الكامل ومن رحم الإحباط ووسط شبكة عنكبوت من الدفاع الجزائرى فرضت نفسها على إيقاع الأداء المصرى وجعلت المنتخب يجرى ويمرر ويتقدم وكأنه يحرث فى الماء عندما غابت الحلول الفردية والجماعية وأوشك المخزون البدنى أن ينتهى بعد فاصل طويل من الصراع والحركة تحت ضغط وفى مساحات ضيقة.
والمؤكد أن النجوم الكبار لم يكونوا فى الموعد المناسب فى هذه المباراة.. توقف خيال محمد أبوتريكة ومحمد زيدان وكافح عمرو زكى بدنياً ومن فرط حماسه كان يسقط كثيراً فى مصيدة التسلل.. وتعطل طرفا الملعب باستثناء الدقائق العشر الأخيرة التى تطور فيها خيال اللعب بحثاً عن مساحات لتشكيل خطورة.. لم تكن هناك متعة المشاهدة بل توفرت فقط متعة الصراع.. ولم يكن أداء الفراعنة بحجم توقعنا وتخيلنا وهذا فى حد ذاته يعطى أملاً أكبر فى المباراة الفاصلة فى السودان.. سوف يكون المنتخب أكثر تحررا وتركيزاً فى طريقة اللعب والعثور على الحلول الهجومية التى غابت فى مباراة السبت.. لن يكون المطلوب منا سوى الفوز فقط.. لن تكون احتياجاتنا أكثر من هدف واحد نظيف.
لابد أن نتحلى بالواقعية لأن المنتخب فى هذه المباراة افتقد الديناميكية التى تعودناها منه فى بطولة كأس الأمم ربما يكون بسبب الضغط النفسى.. ولابد أن يستعيدها فى المواجهة المرتقبة الفاصلة لأن منتخب الجزائر أثبت لنا أنه بأنياب ومخالب ويملك طاقة بدنية كبيرة.. وهنا تبرز أهمية التعافى البدنى لفريقنا لأن الفاصل الزمنى بين المباراتين قصير.. ولابد أيضاً أن يستفيد من درس المباراة القاسى جداً.. فقد كان غريباً أن يقل عدد اللاعبين فى الخط الأمامى ونحن فى حاجة إلى أهداف ولا نستغل اهتزاز حارس المرمى بالتسديد من الخارج.. وإلى جانب ذلك جربنا فى هذه المباراة كيف تقاوم أخطر سلاح يملكه المنتخب الجزائرى وهو الكرات الثابتة وتعلمنا كيف نواجه إجادته التحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية.. وزدنا اطمئنانا على خط الدفاع خاصة عبدالظاهر السقا الذى لم يحظ اختياره بارتياح الكثيرين.. ولولا «هفوة» هانى سعيد التى صححها الحضرى لاعتبرناه أيضاً نجماً دفاعياً لعب بحرص وتركيز.. وتجدر الإشارة إلى العبء الذى تحمله أحمد حسن فى القيام بمعظم مهام المساندة الدفاعية فى وسط الملعب حيث لم يكن له شريك أساسى فى هذه المهمة.
لابد أن يتذكر المنتخب فى المباراة الفاصلة ديناميكيته المعهودة بعد أن فاجأنا بأداء «هوائى» يركز على الكرة الطويلة الساقطة فى عمق الدفاع الجزائرى.. ويبدو أن الجهاز الفنى رأى أن هذا العمق المهزوز هو أضعف حلقة فى الخصم ويجب التركيز عليه طوال الوقت رغم أن الشيخ رابح سعدان مدرب الجزائر فطن بسرعة إلى نقطة ضعفه وأضاف إلى ثلاثى الدفاع لاعبا رابعا وفر «زحمة» شديدة فى قلب المرمى..
ولابد أن يلتفت الجهاز الفنى إلى أن منتخب الجزائر نجح فى فرض أسلوبه.. عليه أن يعترف بذلك ويعالجه فى السودان ويبحث عن حلول لفك التكتل الدفاعى عرضياً وطولياً.. فالدقائق الأخيرة كانت نموذجاً فى محاولة تنفيذ ذلك بجذب دفاع الجزائر نحو الأطراف لتتسع مساحات الاختراق.. وقام سيد معوض وأحمد المحمدى بدو بارز فى التنفيذ خاصة معوض الذى أربك الجهة اليمنى للجزائر. ورغم عدم الرضا بالأداء.. فإن الثقة كبيرة وحقيقية فى أن يكون القادم أفضل لأن الحالة الفردية لأبوتريكة وزيدان وعمرو زكى وبركات سوف تكون أحسن بالتأكيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة