قابلته مصادفة فى باريس عام 1998 فى مقهى "أم كلثوم" فى حى "موفتار" وهو المقهى الذى يقدم الشيشة بالمعسل المصري، فصاحب المقهى "سمير خومارو" عراقى كان يدرس السينيما ويحلم بعمل فيلم سينمائى عن ملحمة جلجامش العراقية لكن حلمه تبخر فى باريس وانتهى به الأمر فى هذا المقهى الذى يقصده كثير من المثقفين العرب ثم تغير الأمر بعد عدة سنين لينقل المثقفون العرب قعدتهم من مقهى "أم كلثوم" إلى مقهى "كلوني" فى حى "سان ميشيل"، لكنى كنت قد قابلت "محمد السيفاوي" فى مقهى "أم كلثوم" حيث عرفنى عليه "سمير خومارو"، و"محمد السيفاوي" صحفى جزائرى لاجئ فى فرنسا هربا من الإرهاب الجزائرى والقتل الدائر فى هذا الوقت على أرض الجزائر.
وجدت "السيفاوى" مقدرا للشعب المصرى الذى يعتبره العامل الحاسم فى انتصار الثورة الجزائرية لدعمه لثوار الجزائر، وكان "السيفاوي" مناصرا لفكرة العروبة ليس على طريقة "عبد الناصر" لكن على طريقة "البعثيين" وربما كان هذا هو سبب صداقته بصاحب المقهى العراقى، وانقطعت الاتصالات بيننا عدة سنوات إلى أن انتشر الإنترنت والتراسل عبرها بالإيميل حيث تجدد الاتصال بيننا عبر الرسائل الإليكترونية والحديث أحيانا عبر التليفون المحمول، ومع اشتداد الأزمة بين المصريين والجزائريين عقب هزيمة المنتخب الوطنى الجزائرى أمام المنتخب الوطنى المصرى فوجئت برسالة مطولة فى بريدى الإليكترونى من "محمد السيفاوى" الصحفى الجزائرى ملخصها أن الجثث الجزائرية الوهمية التى تحدثت عنها جريدة "الشروق الجزائرية" بأنها قد وصلت الجزائر قادمة من مصر لمناصرين جزائريين لفريق الكرة الجزائرى هى محض افتراء لكن الأمر أخطر من كونه مجرد افتراء أو فبركة صحفية لبعض الصحفيين الجزائريين ليصبح حقيقة وأن من قاموا بنشر مثل هذا الخبر الكاذب لن يكتفوا بمجرد الفبركة لأنهم يعرفون أن العالم سوف يطالبهم بصور هؤلاء القتلى وأسمائهم وفى هذه الحالة سوف يلجأ المفبركون إلى عرض جثث حقيقية لمواطنين جزائريين سوف يتم قتلهم فعلا وتقديمهم للعالم على أنهم جثث مشجعين جزائريين قتلهم المصريون بعد المباراة التى هزم فيها الفريق الجزائرى، فالإرهاب الجزائرى يستخدم جماهيرية كرة القدم فى تحقيق أغراضه بل أن الإرهاب الجزائرى هو الذى يمول بعض هذه الصحف لاستخدامها فى نشر دعاياته وتحقيق مآربه وسوف يتعدى الأمر إلى قتل مواطنين مصريين يعملون بالجزائر لإشعال الغضب ضد مصر التى تقف ضد الإرهاب فى العالم وكل الناس فى الجزائر يعرفون هذه الحقائق ومدرب المنتخب الجزائرى "رابح سعدان" نفسه يعرف هذه الحقائق ويخشى على حياته وحياة أسرته من أن تطاله أيدى الإرهابيين الجزائريين الذين يستغلون جماهير كرة القدم بل أن كبار المسئولين الجزائريين يخشون على أنفسهم وعلى أسرهم من بطش الإرهابيين الجزائريين ولن يمكنهم رعبهم على حياتهم من نفى هذه الأكاذيب التى تناولتها جريدة "الشروق الجزائرية" التى يمولها الإرهاب الجزائرى بل أن هؤلاء المسئولين الجزائريين سوف يؤكدون حدوث هذه الأكاذيب، فقد أكد وزير التضامن الوطنى والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج "جمال ولد عباس" لجريدة الشروق الجزائرية الذى كان ضمن البعثة الجزائرية فى القاهرة، تعرض المناصرين الجزائريين لاعتداءات خطيرة من قبل المصريين، مشيرا إلى أن الاعتداءات طالت الوفد الرسمى بما فيهم الوزراء الذين حضروا بإستاد القاهرة، فإذا كانت جريدة الشروق تكذب وتفبرك الأخبار عن القتلى الجزائريين فإنها لا تستطيع أن تنشر الأكاذيب على لسان وزير جزائرى لأن الوزير الجزائرى قد صرح فعلا بهذه التصريحات الكاذبة للجريدة الجزائرية، فالمسئولون الجزائريون مثلهم مثل مدرب المنتخب "سعدان" يتملكهم الرعب الشديد على حياتهم وحياة أبنائهم من الإرهاب الجزائرى الذى يستخدم مشجعى كرة القدم فهم يعرفون أن هزيمة المنتخب الجزائرى أمام المنتخب المصرى سوف يتم استغلالها من قبل الإرهاب الجزائرى شعبيا للإطاحة بهم مما يؤدى إلى تهييج جماهير الكرة الجزائرية ضدهم ويتم قتلهم على أيدى مواطنيهم أنفسهم لذلك فإن المسئولين الجزائريين والصحافة الجزائرية سوف تختلق الأعذار وتلصقها بالجانب المصرى حتى لو أدى ذلك إلى حرب بين الشعب الجزائرى والشعب المصري.
وسوف تنتقل المعركة على أرض السودان، وسوف يحاول الجزائريون توريط المصريين فى معركة لإفساد الأمر، وربما يكون هناك قتلى وجثث من الطرفين تنقذ رقبة المسئولين الجزائريين عن المنتخب الجزائرى من القتل على يد الإرهاب الجزائرى الذى يستخدم مشجعى كرة القدم لتحقيق أغراضهم ولن ينقذهم من قطع رقابهم إلا فوز المنتخب الجزائرى على المنتخب المصري.
بعد عرض "محمد السيفاوي" الصحفى الجزائرى لهذه الأوضاع التى يعرفها عن بلده أكثر من غيره فإنه يسأل: أليست مصر هى بلد العروبة؟ ويجيب بأن مصر هى بلد العروبة بل قلب العروبة، فلماذا لا تقدم مصر العروبة تضحية ضئيلة بمجرد مباراة كرة القدم وينهزم فريق الكرة المصرى أمام الفريق الجزائرى لإنقاذ العلاقة بين الشعبين المصرى والجزائرى؟ بل لماذا لا يأمر الرئيس المصرى الفريق المصرى بالتنازل عن الفوز فى مباراة السودان على الفريق الجزائرى باسم العروبة؟
كنت أظن أن هذه سخرية من الوضع الحالى الذى وصلت إليه العلاقة بين الشعبين: الجزائرى والمصري، لكنى اكتشفت جدية كلام الصحفى الجزائرى.
ولم أرد عليه، ولن أرد عليه ولا على سؤاله الغريب، فليست العروبة هى تقبل الاعتداءات وأكاذيب الأشقاء، بل العروبة هى الاعتراف بتضحيات الأشقاء فى دعمهم لنجاح ثورتهم وبناء بلدهم، نحن لا نمن على أحد، لكنا نفتخر بتضحياتنا وتاريخنا فلا تدفعونا لكراهيتكم.
كرة قدم؟ نعم، مباراة فى كرة القدم؟ نعم، لكنها فى هذه المرة قد مست روح الشعب المصرى نتيجة لأكاذيب وتضليلات من إعلام مشبوه قابلها رد فعل غير مسئول من بعض تجار الإعلام فى مصر الذين يتاجرون بجماهير الكرة طمعا فى الاستحواذ على أموال إعلانات المياه الغازية، حيث يظهر هؤلاء الإعلاميون وهم يجلسون فى بث مشترك يتغنون بحب مصر وقد وضعوا أمامهم علب المياه الغازية انتظارا لتلقى ثمن مساهمتهم فى إشعال الفتنة بعد أن هزموا الإعلام المصرى الرسمى الذى كان عليه أن يتصدى لهذه الكارثة من البداية وقبل اشتعال النار التى سوف تأكل الجميع إذا لم يتم تدارك الأمر على جميع المستويات.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة