بعد ساعات قليلة سوف يلعب فريقا مصر والجزائر مباراتهم الفاصلة، التى نتمنى أن تنتهى على خير، وألا يسقط قبلها أو بعدها أو أثناءها ضحايا، حتى لا تقلب بغم وحزن، ينهى أى شعور بالفوز. ولا أقترح أن يتوقف الفريقان عن اللعب حقنا للدماء. لأن الدماء لم تحقن والعلاقات "باظت" وتفسخت بفضل عوامل كثيرة أهمها أن الفريقين من بلدين "تعبانتين" وكل منهما يريد أن يفوز ليفرح شعبه، ولا نعرف من أين يأتى الفرح بعد كل هذا الغم.
ثم أن الإعلام فى البلدين لعب دورا رائعا فى تهدئة النفوس على طريقة "خزاعة". ثم إن الدعوة لتهدئة العلاقات قبل المباراة غير ذات قيمة ولا أحد يستمع إليها، وقد انتهى الوقت المخصص لتصالح الأشقاء، بعد أن وثق كل طرف الشتائم التى وجهها له الطرف الآخر.
بفضل بعض الصحف والفضائيات التى وجدتها مناسبة لجذب المشاهدين ونصبت كل منها سيركا أحضرت له " قرداتى" يتنطط ويساهم فى تذكير كل جمهور بالشتائم التى أطلقها فى حقه الجمهور المنافس. والنتيجة تدمير شركات مصرية وحصار مصريين عاملين فى الجزائر. مع تصريحات وتهديدات تبدو مضحكة. مثل بعض الشتائم، ورد الفعل عليها. ومن بين الشتائم التى وجهها الجزائريون للمصريين أنهم شعب يتعاطى الفياجرا، أين الشتيمة فى هذا؟
الجزائريون يتعاطوها والفياجرا ماتزعلش. وشتائم مثل أن المصريين يعيشون فى المقابر فالجزائريين لا يعيشون فى قصور وكون المصريين فقراء ليس من الشتائم التى تلتصق، والأنظمة العربية أفقرت شعوبها، بشكل مناسب. والفقر مش عيب والشتيمة "مابتلزقش" والجزائريون لم يستوردوا الشتائم من بلاد بره بل من الصحافة والإعلام المصرى الذى ينشر عن سكان القبور الذين تخطوا المليون أو تهريب الفياجرا والفقر الدكر. المصريون يتضايقون عندما يردده الجزائريون، ويرد المصريون أن الجزائريين يسكنون هم الآخرين فى قبور ويتعاطون الفياجرا ولديهم فقراء من كل نوع. مع أن المعايرة هنا لا تجوز بين دول متقدمة "فى التخلف" بجيد جدا.
والصحف التى تنشر الشتائم قليلة وبعضها كان مجهولا وبفضل الشتائم اشتهر بين المصريين والجزائريين وارتفع توزيع جرائد الشتائم ، وراج سوق البرامج الرياضية والكلامية والـ"قرداتية" التى وجدت الفرصة للرواج بدعوى التهدئة أو بزعم الدفاع عن الوطنية وهى تريد إشعالها.
وعندما ذهب الفريقان إلى السودان أرادوا نقل المعارك ، واندمج كل منهما فى حلقة محلسة المصريون يقولون إن السودان شقيقهم وشريك النيل وهذا صحيح لكن مش وقت "الماتش"، والجزائريون أعلنوا فى الصحف أن الرياضيين السودانيين سيشجعون الجزائر، فذهبت صحيفة مصرية تسألهم فقالوا إنهم مع مصر، والحقيقة إن موقف الإخوة السودانيين دقيق، يحاولون مجاملة الجميع، لكن الصحافة تأبى أن تتركهم فى حالهم، وتريد استنطاق السودانيين وجعلهم طرفا فى الحرب.
اللافت للنظر أن الصحف الإسرائيلية وجدتها مناسبة لتسخر من سلوك البلدين وتصفهما بأنهما لايملكان روحا رياضية، وأنها دول متخلفة تحتقر بعضها.. كان من الممكن أن تظل الشتائم عادية، لولا أرادها "القرداتية" سيركا يسرحون فيه. مع ان الشتيمة مابتلزقش والفياجرا ماتزعلش.