أعلم أنك اليوم مشغول بما سيحدث فى السابعة مساء، وقلبك معلق بحشائش "نجيلة" ستاد المريخ السودانى، وربما كنت تحلم ليلة أمس بالخطة التى وضعها حسن شحاتة، وبتلك العرضية التى سيرسلها أبو تريكة لرأس عمرو زكى ليقتل المباراة بهدف مبكر، أو تلك التصويبة التى ستخرج من قدم عبد ربه لتزغرد فى شباك الحارس الجزائرى أيا كان اسمه وأيا كانت براعته، وأعلم أنك من الآن تستعد للخروج إلى الشوراع لتصنع نوعا من الاحتفال يشبه كثيرا ما حدث يوم السبت الماضى..
فيارب أشوفك مبتهجا راقصا فى الشوراع الليلة، ويارب يارب نكسب، ويارب يارب نعقل ونجلس لنحدد أسماء هؤلاء الذين أشعلوا النار بين شعبين تربطهما اللغة والدين والتاريخ، وأنا واثق أنك عزيزى المشجع المصرى الفرحان بالتأهل لكأس العالم وأنت عزيزى المشجع الجزائرى الحزين بسبب عدم التأهل.. واثق من أنكما أعقل من أصحاب الصحف التى تبحث عن مادة ملتهبة لترفع بها أرقام التوزيع، واثق من أنكما ستدركون أن هؤلاء الكذابين الذين يجلسون على كراسى البرامج الفضائية الرياضية فى مصر والصحف الصفراء فى الجزائر أقل من أن يكسروا الروابط بينكما، واثق أن جهلهم وطمعهم فى إعلان زيادة أثر فى بعض من المتعصبين أصلا ودفعهم لارتكاب أفعال كان يمكن إحتوائها لو قال هؤلاء الذين يحملون ميكروفنات فى مصر وأقلام فى الجزائر خيرا أو صمتوا، أعرف أنك عزيزى المشجع فى مصر وأنت عزيزى المشجع فى الجزائر تدركان أن هؤلاء أقل وطنية منكما بكثير، وواثق من إدراككما إلى المزايدة الرخيصة التى يتبعونها وموجة النفاق الواطية التى يركبونها.
قلبى واثق من كل هذا وإحساسى على يقين من أن تلك الروابط لا يمكن أن تكسرها مباراة كرة قدم، حتى وإن نجحت فى خدشها، فنحن فى مصر نعانى كل عام من حوادث قريبة الشبه بين جمهور الأهلى والزمالك وجمهور الإسماعيلى والأهلى ومع ذلك مازلنا نعيش فى بلد واحدة.
صحيح أننا نملك سجلا كرويا مشتركا مع الشمال الأفريقى وتحديدا الجزائر سطورة كلها تعصب وغيرة وانفعال وغضب.. ولكن ذلك لايبرر أبدا تلك التجاوزات التى فاقت الحدود، إلا إذا كنا قررنا أن نصدر للعالم صورة جديدة للبلطجة، ولذلك أرجوكم ساعدوا على تهدئة الأمور ولو قليلا ومن الآن وحتى نهاية أجواء الاحتفال بالفوز شاركوا فى وضع قائمة سوداء بهؤلاء الأشرار الذين أشعلوا تلك الفتنة بداية من السادة المسئولين عن التحرير فى جريدة الشروق الجزائرية والخبر والهداف ومرورا بقمدمى البرامج الرياضية فى مصر وكل مزايد استغل اسم البلد لتحقيق مصلحة شخصية، وانتهاء بذلك السفير الجزائرى الذى يبدو أنه لم يدرك بعد حدود وظيفته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة