اليوم يطعم الدكتور حاتم الجبلى نفسه بمصل أنفلونزا الخنازير فى معهد ناصر،أمام جميع وسائل الإعلام ، فى حركة مزدوجة خلفية لابد أن نشهد لها بالذكاء ، فهو بذلك يكون أول مواطن مصرى يضمن التطعيم ضد الأنفلونزا ، وأول مواطن "يفتتح" الـ 80 ألف جرعة من التطعيم التى وصلت مصر أمس الأحد، حتى قبل الحجاج المحظوظين بالتطعيم، بعد ضغوط واشتراطات وزارة الحج السعودية.. "يا تطعموا حجاجكم يا مش هندخلهم".. بسرعة استوردنا التطعيمات من "جلاكسو" الإنجليزية 80 ألف جرعة وبكرة 70 ألف تانيين، يعنى 150 ألف جرعة للحجاج ولغيرهم "واللى هياخد تطعيم مش من حقه منه لله" على رأى محمود سعد.
لكن هل 150 ألف جرعة تكفى 80 مليون مصرى؟ مصادر بوزارة الصحة قالت إن الشركة الإنجليزية ستورد إلى مصر تباعاً 5 ملايين جرعة حتى مارس المقبل، ومع افتراض حسن النية وصحة هذا الكلام، ماذا ستفعل 5 ملايين جرعة بافتراض وصولها كلها حتى مارس المقبل فى مواجهة فصل شتاء وصل مبكراً وكشر عن أنيابه بالأمطار، وانخفاض درجة الحرارة؟
وماذا ستفعل 5 ملايين جرعة، وعندنا 17 مليون تلميذ يستحقون الأولوية فى التطعيم! وماذا عن كبار السن والمصابين بأمراض نقص المناعة بأنواعها المختلفة، والمرضى الأولى بالرعاية والتطعيم.. ما عددهم وكيف سيواجهون الأنفلونزا الوبائية المنتظرة فى الشتاء الذى أقبل مبكراً؟
هل من الضرورى أن نطالب السعودية مثلا بالتدخل لتطعيم الـ17 مليون تلميذ ، أم نطالب وزير التربية والتعليم بالإعلان عن عدم السماح لأى طالب بأداء الامتحان إلا إذا كان حاصلا على شهادة التطعيم ، وعندها قد تتحرك " الصحة " بفعل الضغط وتؤمن وصول جرعات التلاميذ ، لكن من سيضغط لمصلحة المرضى والعجائز ، إذا كان المفترض أن تضغط وزارة الصحة من أجلهم ؟
ما أعلمه أن وزارة الصحة أصدرت منشورات بإلغاء الإجازات للأطباء داخل القطر وخارجه، مما يعنى رفع حالة الاستعداد القصوى لمواجهة وباء طارئ.. فهل اكتفت "الصحة" بالجرعات الـ 5 ملايين على فرض وصولها فى التوقيت المناسب، أم استعدت بالمعازل والتصريحات عن "الأنفلونزا هتيجى هتيجى" والمدافن الجماعية التى أخبرتنا عنها سابقاً؟
يا وزير الصحة لا أريد الجرعة لنفسى فأنا أكتفى بالينسون والليمون لكنى أريدها لابنى .. أرجوك ادينى الجرعة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة