كنت قد قررت ألا أكتب مرة أخرى عن أزمة (مصر- الجزائر) ولكن عدة تعليقات على مقال أمس وقع أصحابها بأسماء مثل (مصرية والمهندس محمد ونها ومصرى بيحاول يفهم) دفعتنى دون أن أدرى لأن أغير خطة مقال اليوم لأطرح عدة تساؤلات أتمنى أن يتقبلوها بشكل جيدا.. ويركزوا مع كل سؤال بنفس درجة الأهمية اللى ركزوا بيها فى امتحانات الثانوية العامة!
هل يمكن أن أندهش قليلا من بعض الأصوات التى اعتبرت كلماتى عن ضرورة توجيه حالة الغضب المصرى من الجزائر بعد ماحدث فى الخرطوم إلى صدور الأخوة البلطجية هناك فقط، وليس عموم الشعب الجزائرى، وإلى السيد بوتفليقة ومن معه من رجال أعمتهم المصلحة عن أن تلك الدولة التى وجهوا إليها خططهم الشريرة.. هى مصر.
هل هناك أى تناقض بين أن أكتب مؤكدا على أن مصر صاحبة فضل تاريخى وحقيقى على الوطن العربى دولة دولة، وأن أعود بعد يومين لأكتب عن ضرورة أن يتوقف الفنانون ورجال البرامج الرياضية عن التعميم حينما يوجهون شتائمهم إلى البلطجية الذين أرسلهم بوتفليقة إلى المغرب لأنهم لا يفقهون شيئا سوى فى مادة الشعللة الإعلامية والشرشحة الفضائية؟ هل هناك أى تناقض بين مقال تذكر كلماته الأخوة العرب الذين ينتهكون كرامة المصريين بفضل مصر على أجدادهم وهو فضل فى وقتها كان واجبا على الدولة الكبرى، وبين مقال آخر يطلب من مصطفى عبده ومدحت شلبى وخالد الغندور أن يكفوا عن الفذلكة التى تشعل نار الفتنة ويضيع معها حق مصر أمام دول العالم كافة؟ هل هناك أى تناقض بين مقال كتبته محرضا الجمهور المصرى على الغضب لكرامته التى انتهكتها مجموعة من البلطجية الجزائريين فى الخرطوم برعاية النظام الحاكم هناك، وبين مقال تالٍ له يطلب ألا يتخطى الغضب حدوده وأن نفرق بين الجزائر الدولة العربية التى نحفظ تاريخها، والجزائر دولة بوتفليقة والبلطجية؟ هل هناك أى تناقض بين مقال يتكلم عن عظمة مصر وجمال شعبها وضرورة قهر كل معتدٍ على كرامتها، وبين كلمات مقال آخر تستغرب استخدام قصيدة "لا تصالح" فى التعبير عن الوضع المصرى الجزائرى وكأن الجزائر قد تحولت إلى العدو الحقيقى بدلا من إسرائيل؟
هل هناك تناقض بين كلمات مقالة تدعو لتحرك فورى وسريع وتطالب برقبة السفير الجزائرى بالقاهرة لأن كذبه كان بينا، وترى فى كل الغضب المصرى عقب أزمة الخرطوم جانبا نبيلا وهو حب هذا الوطن بجنون، وبين كلمات مقال آخر مفزوعة من تطور الغضب إلى مرحلة إحراق الجزائر شعبا وحكومة؟
هل هناك أى اختلاف فى الموقف أو تراجع بين مقالة تدعو كلماتها إلى ضرورة تحرك القيادة السياسية للقيام برد فعل حاسم ورسمى تجاه ما حدث فى السودان حتى ولو كان خطف كل بلطجى ثبتت مشاركته فى مهزلة الخرطوم، وبين كلمات مقالة ترفض بشكل قاطع كل الشتائم التى يوجهها السادة المزايدون لشعب الجزائر؟
هل هناك أى تغير فى الموقف بين مقال يطالب بحرق الصحف الجزائرية وأصحابها لأنها تشتم مصر ورموزها، وبين مقال آخر يرفض أى سخرية من شهداء الجزائر ونسائها؟
الحقيقة تعليقاتكم على مقال الأمس أصابتنى كثيرا بالحيرة، ولذلك فأنا لا أملك الأن إجابات جاهزة للأسئلة السابقة.. أما أنتم فأمامكم متسع من الوقت لتفعلوا ذلك!
ملحوظة::
أعلم أن اليوم لا هو يوم كتابة ولا يوم قراءة.. اليوم .. يوم عرفة .. يوم أن ترتفع أنظارنا وتتعلق بسحاب السماء متمنية من الله أن يفتح أبواب سمائه لكى ينفذ إليها دعاؤنا، فيارب يامولانا ياكريم يارحيم افتح لنا أبواب سمائك فى يوم مبروك مثل هذا، فنحن نعانى من حالة ضعف عام، وقلة حيلة، وهوان لا يوصف، ولم نعد نملك من حبال الأمل سوى حبل دعائك واللجوء إليك.. فتقبل منا وارحمنا فليس لنا سواك يا أرحم الأرحمين...
ادعى الله اليوم بما شئت بس أرجوك لا تكن أبدا أنانى، ادعى لى بعد أن تفرغ من الدعاء لهذا الوطن وأبناء هذه الأمة وبعد أن تفرغ كمان من الدعاء لنفسك.. خلينى فى الآخر بس لا متنسنيش!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة