أكاد أعتقد أنه نبى أو ولى من أولياء الله الصالحين.. إنه صديقى العزيز نبيل شرف الدين، حيث عدت بالذاكرة بالتحديد فى 18 أغسطس من العام الماضى لمقاله بجريدة المصرى اليوم "النهادرة السبت وبكرة الأحد"، الذى به تنبأ بأن ما حدث لليهود سيحدث لأقباط مصر.
فحينما قرأت مقالته استبعدت هذا السيناريو الحزين والمستقبل المشؤوم المنتظر لأقباط مصر، وتوقعت أن كاتب المقال سوداوى الرؤية يهَّول من عمق التطرف واختراقه لغالبية الشعب المصرى، وأخذت نفسى الأمَّارة بالسوء ترفض الاقتناع بالمقال شكلاً وموضوعاً لإيمانى أنه مهما كان التطرف والكراهية للآخر لن تصل لهذه الصورة القاتمة.. معتقداً أن ليس بالسهل اختراق فيروس التطرف لجسد مصر كله ليقضى عليه بهذه السهولة، ولاعتقادى أن مصر ما زال بها العديد من أبنائها الشرفاء الراعين مصالحها، ولكن هيهات، كنت مخطئاً، فالواضح أن يوم الأحد " طرد الأقباط مثلما فعلوا مع اليهود سابقا " أتى بسرعة أسرع من توقع الأستاذ نبيل شرف الدين شخصياً.
مقال النهاردة السبت وغداً الأحد هو مقال لكاتب متميز استطاع قراءة المستقبل الأسود المتوقع لمصر ولأقباط مصر على لسان "إيزاك" الرجل اليهودى المهاجر لفرنسا منذ انقلاب يوليو المعضد من الإخوان، حينئذ ارتفعت وتيرة اضطهاد اليهود تحت مسميات أنهم طابور خامس أو يسيطرون على الاقتصاد وشكك فى وطنيتهم وسيأتى يوم الأحد قريبا ليتم القضاء على أقباط مصر بنفس الطريقة، فالمتتبع لتصريحات مسئولين أو غير مسئولين يجد أنها تسير على نفس الوتيرة، فتصريح وزيرة القوى العاملة أن الأقباط يملكون 40% من اقتصاد مصر وقوتها الاقتصادية وتتهم الصحف الصفراء والقومية والحزبية التى تصر على عدم وطنية الأقباط علاوة على مرشد جماعة طز السابق بطلب ضرورة دفع أقباط مصر الجزية وحرمانهم من الالتحاق بالخدمة العسكرية، وتصريح مرشد طز الحالى أنه يفضل ماليزى أو تركى لحكم مصر بالطبع لم يفضل جزائريا رغم أنهم أقرب لنا من الماليزى أو التركى هكذا تسير الأمور منذ وقت ليس بقريب، التشكيك فى الأقباط واعتبارهم طابورا خامسا.
اليوم الأحد أتى بسرعة والمتتبع أحداث المحروسة يرى أننا نعيش يوم الأحد، فنتيجة للشحن الطائفى من إعلام موجه وقنوات إرهابية وهابية واختراق سعودى إيرانى ليبى للمحروسة مع ضعف الدولة وانهيار مؤسساتها أدى إلى حرق الأقباط بقرى ومحافظات مصر فالأحداث الدامية خلال أسبوعين فقط هي: حرق وتدمير وسرق ونهب بيوت ومحال وكنائس الأقباط فى ديروط وذبح قبطى فى منتصف الظهيرة فى شوارع المحروسة ليعنى انهيار الأمن لأقباط مصر مع ضياع هيبة الدولة والقانون.
حرق وسلب ونهب بيوت ومتاجر وكنائس الأقباط فى ملوى تحت سمع وبصر وتواطؤ، رجال الأمن بمصر ليعنى انهيار الأمن لأقباط مصر مع ضياع هيبة والدولة القانون.
حرق وسلب ونهب كنائس وبيوت الأقباط فى مدينة فرشوط والهجوم على ممتلكاتهم وتدميرها وشحن عميد المعهد الأزهرى للأهالى ضد أقباط فرشوط ليعنى انهيار الأمن لأقباط مصر مع ضياع هيبة الدولة والقانون، يكفى أن تعرف أن خسائر الأقباط الأولية فى أحداث فرشوط فقط هى:
حرق أربعين منزلا وعشر صيدليات وعشر سيارات وأتوبيسان ونهب عشرات البيوت .. علاوة على تهجير أهالى قرية فرشوط من ديارهم .
وحرق وسلب ونهب بيوت وكنائس الأقباط فى قرى الكوم الأحمر وعزبة الشديف مع ترحيل أهالى تلك المناطق من الأقباط من محل إقامتهم، ليعنى انهيار الأمن لأقباط مصر مع ضياع هيبة الدولة القانون.
الهجوم على القس بنيامين نصحى قليد كاهن كنيسة الأنبا شنوده بقرية الخوالدة مركز أبو طشت بالأسلحة النارية والبيضاء وسط تواجد وعدم مبالاة من الأمن تحت شعارات اقتلوا هذا الكافر، وأصابوا الشماس مرتضى جابر فى فروة الرأس.
أخيراً إن مصر تحترق ويوم الأحد نعيشه الآن، فمسلسل الاعتداء على الأقباط يوضح انهيار مؤسسات الدولة وتواطؤ رجال الأمن ورجال "الحزن" الوطنى.
ترى من المستفيد؟!! النظام بلا شك مستفيد لإلهاء الشعب عن التوريث المزمع لنجل الرئيس.
والإخوان وجماعات الإسلام الإرهابية المسلحة بعد اكتساح أيديولوجيتهم فى كسب الغوغاء والدهماء.
السعودية وإيران بعد نشرهما الفكر الوهابى والمتشدد لتدمير مصر داخلياً.
ولكن ما لم يعرف النظام أن من يلعب بالنار لا بد من حرقه وأن جميع المؤخرات معرضة للحرائق ولن ينجو أحد وإن نجح التوريث لحين.. سوف تنقض جماعات الإسلام السياسى والمسلح لتطبيق شرع الله حسب أهوائهم لتنتهى لوحة الموزاييك الرائعة فى مصر بترحيل الأقباط ليتناحر المسلمون الباقون فى مصر لتطبيق شرع الله حسب هواهم..
لك الله يا مصر.. ولكم الله يا أقباط مصر.. ولكم الله أيها المصريون الشرفاء..
من كلمات أحمد شوقى بك:
أحبُّك مصر من أعمـاق قلبي
وحبُّك فى صميم القلب نامي
سيجمعُنى بـــك التاريخُ يومًا
إذا ظهر الكرامُ على اللئــام
لأجلــك رحتُ بالدنيـا شقيًّا
أصدُّالوجهَوالدنيــاأمامــي
وأنظـــر جَنَّةً جمعت ذِئابًـــا
فيصرُفُنى الإباءُ عن الزحـــام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة