فاجأنى محمد الدسوقى رشدى سكرتير التحرير، بأنه صحا مفزوعا لأنه رأى فيما يرى النائم، أنه تلقى عرضا بالسفر إلى إسرائيل فى مهمة صحفية، وتعرض لصراع نفسى وشعبى حول المهنة والتطبيع وقرارات النقابة. تجاوزت هذا وسألته: هل يعتبر حلمك نوعا من التطبيع؟ وهل تطبق قرارات النقابة على الأحلام؟ وتساءلت عما إذا كان نتنياهو الحلم يختلف عن باراك، والليكود عن العمل. ولأنه جدل لا ينتهى انتقلت لقضية أخرى.
هل يجب أن يغير مفسرو الأحلام الذين يزحمون الفضائيات، والإنترنت معلوماتهم وثقافتهم قليلا. حتى يمكنهم التعامل مع أحلام إنسان عصر التكنولوجيا والإنترنت. وعلى المفسرين أن يحدثوا «update» معلوماتهم التفسيرية لتناسب العصر. وقد اعتاد مفسرو الأحلام عبر العصور أن يفكوا الرموز المتاحة كالثعابين واللحمة والبط والخفاش الأعمش والثعلب الأحول والغراب اليتيم. ويعتبروا ركوب فردة شبشب على الأخرى، تعنى السفر، وأن السمك خير واللحمة موت، دون أن يتطرقوا للكبد والقوانص أو الفراخ البانيه مثلا، وما هو موقع الهامبورجر فى الأحلام؟ وهل يظل أكلان الأيدى مؤشرا على فلوس فى الطريق، وليس مرضا جلديا.
لا أظن أن مفسرى الأحلام وتجار الخزعبلات سيواجهون مشكلة فى تطوير «بيزنسهم» مع انتشار التعليم والإنترنت، ولن يصعب عليهم بيع تفسيراتهم الخزعبلية للسذج. خاصة أن العرب سرعان ما وظفوا الشبكة العنكبوتية لنصب أدواتهم البدائية، وحولوا التليفزيون والفضائيات، إلى حفلات زار، ومنصات لإطلاق فتاوى النفاس والبراغيث، واستبدل أساتذة الخزعبلات الزعبوط والبخور ببدلة آخر موديل، و«لاب توب» أحدث طراز، ليفكوا الأعمال ببرامج الويندوز والأوفيس.
زمان كان المواطن يحلم بأنه يأكل لحمة أو أرزا، والآن يجب أن تتضمن التفسيرات الشيبسى والبوزو وشرب الكولا، ولا يمكن أن تتجاهل الفياجرا، ومعناها فى الحلم. وهى تفاصيل يمكن لإخواننا الخزعبلاويين أن يجدوا لها تأويلات، على اعتبار أن القانون لا يحمى المغفلين، والحالمين.
ولا أظن أنهم سيواجهون صعوبة فى تفسير ظهور الموبايل فى الحلم، والتفرقة بين «الخط والكارت». وهل تفرق ماركة الموبايل المحلوم به، وما إذا كان «3 جى»، أم بدون جى، وكيف يمكن للشيخ سيد بتاع الأحلام أن يفسر لنا ظهور الرنات أو معنى «الإس إم إس»، وارتفاع نسبة الهبل، ومخاصمة العلم وكراهة «اللوج إن».
علينا أن نتوقع مواطنا يحلم بأن النت قطع، أو أنه تلقى إيميل من ياهو أو «جى ميل»، بما قد يعنى زيادة رزقه حسب سعة التخزين. وماذا عن الشات والفرق بين الحلم الفيديو والأوديو، كل هذا تداعى لذهنى بسبب حلم محمد الدسوقى رشدى وعلاقته بالتطبيع.
وتساءلت: وماذا لو حلم المواطن بأبو رجل مسلوخة وهو يصرخ فيه «من أجلك أنت»؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة