تلقيت خطاباً يحمل توقيعاً من "عضو إقليمى بحزب التجمع"، يرد على مقالى "أبو العز الحريرى"، والذى تناول مسألة فصل الحريرى من الحزب على إثر خلاف مع قياداته، واستعرض "العضو الإقليمى بالحزب" فى خطابه المبررات التى رآها قوية لفصل الحريرى، كما لفت الانتباه إلى أن الحزب سبق له فصل اثنين من قياداته كانا ملء السمع والبصر، وهما لطفى الخولى، وميلاد حنا.
وفيما يتعلق بفصل الخولى وحنا، وحتى لا ننسى، فإن قرار فصلهما جاء من أرضية مختلفة، حظيت وقتها باحترام واسع، كما أنها كانت تعبيرا عن رؤية جذرية فى المواقف السياسية التى كان الحزب يتمسك بها، فقرار فصل حنا كان عل إثر قبوله التعيين فى مجلس الشعب بعد انتخابات عام 1984، والتى لم يحقق فيها الحزب نسبة الـ8 % التى اشتراطها قانون الانتخابات بالقائمة النسبية، ولم يحقق الحزب النسبة على إثر التزوير الواسع الذى ميز هذه الانتخابات، وقبل وقتها ميلاد حنا التعيين ضمن العشرة الذى يعينهم الرئيس مبارك فى المجلس مخالفا بذلك قرار الحزب بعدم قبول التعيين، أما فصل لطفى الخولى فجاء على إثر قيامه بتأسيس جماعة كوبنهاجن، وسفره إلى إسرائيل للتظاهر هناك احتجاجاً على بناء مستوطنات فى جبل غنيم، ورأى التجمع أ نهج الخولى فى الصراع مع إسرائيل أصبح خارجاً عن خط الحزب، رغم أنه كان تجلياً لرؤية الحزب التى ساهم فيها الخولى شخصياً والمتمثلة فى قبول الحزب لما تقبله منظمة التحرير الفلسطينية.
المهم أن حالتى حنا والخولى لا ينفع معهما القياس فى حالة أبو العز الحريرى، فالحريرى يتحدث عن رؤى سياسية يرى فيها أن الحزب خرج عن نهجه الذى بمقتضاه تم فصل الخولى وحنا، كما أن السياق العام الذى دارت فيه قضية خلاف أبو العز مع رفعت السعيد هو سياق طارد، ويدل على ضيق الأطر الحزبية للخلاف فى الرأى خاصة إذا كانت مع رئيس الحزب، والأمر بهذا الشكل لا يخص التجمع وفقط، وإنما يمتد إلى مجمل الأحزاب الأخرى.
لن التفت إلى الجوانب الشخصية الأخرى فى الرسالة التى تلقيتها من "عضو إقليمى بحزب التجمع"، لأنها لا تحمل أى دليل، كما أنها تنتمى إلى لغة الهجاء والاتهامات التى تعودنا عليها للأسف فى حياتنا السياسية، والتى تظهر مع احتدام الخلافات بين الأطراف المتصارعة بشأن قضية عامة، فمن يناصر الحريرى لديهم ما يقولونه مثلاً عن السعيد خارج الخلاف السياسى، وبالمثل من يناصر السعيد لديهم ما يقولونه عن الحريرى، ولو التفتنا إلى ذلك سيضيع الأصل فى الخلاف.