فى ظل سوء مستوى الأفلام المصرية المعروضة حاليا بالسينمات المختلفة، نجد أننا محظوظون بوجود أفلام أجنبية على مستوى متميز تملأ شاشات العرض، وهى أفلام يجب ألا تفوتنا مشاهدتها، وأهمها Inglourious Basterds سيناريو وإخراج المخرج الأمريكى المبدع كوينتين تارانتينو صاحب الدراما الحرة والتجديد فى طرق السرد، حيث ينتقل بسهولة وسلاسة دون أية قيود درامية ما بين الحاضر والماضى، وذلك بات واضحا منذ أول افلامه pulp fiction وجسد بطولته جون ترافولتا وصموئيل جاكسون وايما ثورمون.
تارانتينو يقدم فى فيلمه الجديد فانتازيا تاريخية يجسد بطولتها براد بيت، وتبدأ أحداث الفيلم من خلال متابعة إحدى فرق صيد اليهود أثناء الاحتلال النازى لفرنسا، وفى إحدى القرى الفرنسية يتوجه كولونيل فى الجيش النازى ويعرف باسم «صياد اليهود» إلى أحد المنازل ويشك أنه يخبئ أسرة يهودية، وتصدق شكوكه ويطلق النار على الأسرة التى تفر ابنتها من القتل.
تارانتينو قام ببناء السيناريو فى شكل أقرب إلى الرواية، وقسمه إلى 5 أجزاء حيث ينتقل فى الجزء الثانى إلى الزعيم النازى أدولف هتلر والذى نعرف من خلاله أن هناك عملية يقوم بها الـ«سى آى إيه» تتضمن تكوين فرقة غير رسمية من الجنود الأمريكان اليهود والذين يقومون ببث الرعب فى قلوب النازيين وقتلهم وسلخ فروات رؤوسهم.
وبعد 4 سنوات ومع تطور الأحداث، تتشابك دراما تارانتينو حيث يقع جندى أمريكى فى غرام فتاة فرنسية تدعى إيمانويل صاحبة دار عرض بباريس- ويكتشف أنها الفتاة نفسها التى هربت بعد مقتل أسرتها، ونعرف أن هذا الضابط أحد الجنود النازيين، وقتل المئات فى إيطاليا، لذا قام جوبلز وزير الدعاية النازى بعمل فيلم دعائى عنه ضمن مشروعه الدعائى عن النازية لغزو العالم بالسينما، ويطلق على الفيلم «بطل الحرب»، وبحس تارانتينو الساخر، يذهب فى أحيان كثيرة إلى أبعد من الخيال، ويقدم فرضية درامية بأن هتلر سيأتى إلى باريس لحضور العرض ومعه كبار قادة الدولة والجيش، ويتم التخطيط من قبل المخابرات الأمريكية والبريطانية لتفجير قاعة السينما عن طريق «الجنود الأوغاد» وفى نفس الوقت تخطط الفتاة صاحبة دار العرض لحرق السينما انتقاما لأهلها ولكل ضحايا النازية.
وفى أفلام تارانتينو لا صوت يعلو فوق صوته، بدءاً من شكل السرد وتنقله ما بين الحاضر والماضى واختيار الموسيقى بعضها جمل موسيقية مشهورة من أفلام رعاة البقر- وزوايا التصوير وأداء الممثلين، فالنجم براد بيت مختلف تماما عما سبق ورأيته وكريستوف والتز متميز فى أدائه.
أصبح جدول المهرجانات العربية السينمائية شديد الازدحام فبعد ختام مهرجان أبوظبى بدءاً من مهرجان الدوحة ثم مهرجان دمشق، ومن بعده القاهرة ومراكش وأخيرا دبى السينمائى، والمسألة لم تعد محصورة فى صراع المهرجانات العربية، ومن منها يستقطب العدد الأكبر والأهم من النجوم والأفلام، ولكن التساؤل الحقيقى يتعلق بكيف تحويلها إلى تظاهرات ثقافية سينمائية تساهم فى تطور صناعة السينما عربيا، بعيدا عن المظاهر الاحتفالية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة