تتحدث بعض الصحف وبكل أسف عن الصراعات بين أبناء الدكتور عزيز صدقى رئيس وزراء مصر الأسبق، وبين زوجته الثانية حول ميراث الرجل، وفى الصراع يتم استخدام أدوات فيها كلام عن أصل ديانة الزوجة الثانية واتهامها بأنها كانت يهودية، وأخفت حقيقة ذلك، وتنفى الزوجة، ويستخدم الطرفان كل الوثائق التى تثبت صحة وجهة نظره، ومازال الصراع متواصلا، والمؤلم فيه أنه يبدو وكأنه يختصر سيرة الرجل عند هذا الحد، وتطل أدوات الإعلام فيه متناسية قيمة هذا الرجل العظيم فى تاريخ مصر.
كان عزيز صدقى هو الأب الحقيقى للصناعة المصرية فى عصرنا الحديث، فهو الذى أسند إليه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تأسيس وزارة الصناعة فى النصف الثانى من خمسينيات القرن الماضى، وكان عزيز لم يزل بعد فى عامه السادس والثلاثين، وبدأت مصر معه فى تشييد قلاع صناعية شامخة للأسف تم بيع معظمها بفضل سياسة الخصخصة، وسمعت الرجل باكيا وهو يقول :" هما ليه بيبعوا اللى أنا بنيته"، واستمر الرجل فى عطائه وإليه ينسب الفضل فى تجهيز الجبهة الداخلية لحرب أكتوبر العظيمة عام 1973 ، وقت أن كان رئيسا للوزراء.
أعطى عزيز صدقى الكثير، ولم يأخذ شيئا، بل كان يبيع ممتلكاته من الأراضى، وظل موضع احترام واسع من كل القوى السياسية، ومن ملايين عمال مصر الذين توظفوا فى مئات مصانع القطاع العام التى قام بتشييدها، وللأسف بدلا من تقديم سيرة هذا الرجل فى تاريخنا بوصفه صاحب إنجازات عملاقة، يتم التركيز على خلافات الميراث بين المتنازعين على أملاكه وهى قليلة، رحم الله عزيز صدقى فسيرته أعظم وأنظف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة