لا أحد يعرف من المسئول عن جريمة خروج آلاف الكتب النادرة ليلا، فوق ظهر سيارة «نصف نقل» مساء الأحد الماضى من مكتبة نقابة المحامين الرئيسية، الكائنة بشارع عبدالخالق ثروت، والتى اكتشفها، بعض المحامين، الذين كانوا متواجدين بمحض الصدفة، بعد أن هالهم حجم الكتب التى يتم تحميلها، وعناوينها، ليكتشفوا أن ما يجرى ما هو إلا عملية نهب رهيبة، لثروة لا تقدر بثمن، فهى عبارة عن كتب باللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى جانب العربية، ومنها بعض نصوص القانون الأصلية، ووثائق ومحاضر «مضابط» جلسات انعقاد مجلس الأمة على مدار 100 عام مضت، وكتب ووثائق يرجع تاريخ وجودها بمكتبة المحامين منذ تأسيسها عام 1903 وقبل ذلك التاريخ أيضا.. بالإضافة إلى أحكام تاريخية مثل حكم محكمة دنشواى الصادر فى 27 يونيو 1906، ووثيقة تقسيم فلسطين، ومصحف مكتوب بخط اليد. ومن بين الكتب ما هو موقع بخط يد الرئيس جمال عبدالناصر، وعلى ماهر وشخصيات سياسية ونقابية أخرى. وعندما شاهد المحامون المتواجدون بالنقابة السيارة «نصف النقل» تقف خارج مقر النقابة، وقيام عدد من العمال بتحميل الكتب عليها، وبسؤالهم عن المصدر الذى سمح لهم بتحميل تلك الكتب، والجهة التى ستتجه إليها ارتبك العمال، وتبين عدم وجود أى إذن أو تصريح بخروج الكتب من مقر النقابة..
المحامون أسرعوا بإبلاغ الشرطة بالواقعة، بعد أن تأكدوا من حمدى خليفة نقيب المحامين عدم إصداره أى إذن بخروج الكتب، وطالبهم بالتحفظ عليها وعدم السماح بإخراجها من النقابة.
جمال سويدان عضو مجلس النقابة قال للمحامين الذين اعترضوا خروج الكتب، بأنه هو الذى سمح للعمال بتحميلها استعدادا لنقلها إلى مكتبة النقابة داخل مكتبة الإسكندرية، مشيرا بأن ذلك بناء على موافقة المجلس، وهو ما نفاه حمدى خليفة نقيب المحامين، مؤكدا عدم إصدار المجلس أى تعليمات بخروج تلك الكتب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة