وضعت يدى على قلبى فور الإعلان عن اسم منفذ عملية إطلاق النار العشوائى على الجنود فى قاعدة "فورت هود" بولاية تكساس الأمريكية .. منفذ العملية اسمه نضال مالك حسن أمريكى من أصل فلسطينى وهو برتبة ميجور فى الجيش الأمريكى ويعمل طبيباً نفسياً فى الجيش .. وتسبب فى مقتل 13 من زملائه وإصابة 30 آخرين، قد يكون من بينهم ضحايا جدد.
إذن نحن أمام تنشيط للذاكرة الأمريكية التى صنعها فريق بوش الابن والتى تقدم العربى المسلم فى صورة إرهابى لا يمكن التعامل معه إلا بالقوة، أو على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو مخاطباً أوباما .. "إذا أردت أن تتعامل مع العرب فعليك تخويفهم" ..
أهى صدفة إذن أن يتوافق هذا الحادث الكبير مع بداية الانقلاب فى سياسة أوباما تجاه الملف الفلسطينى (الصراع العربى الإسرائيلى) إذا أسمينا الأشياء بمسمياتها!
بدأ أوباما عهده بالبحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية والإسرائيلية مع وقفة أمريكية حاسمة تجاه بناء المستوطنات فى الأراضى العربية المحتلة قبل الجلوس للمفاوضات .. ثم تحول الأمر إلى مفاوضات بدون شروط وبروتوكول أمريكى إسرائيلى حول بناء المستوطنات على الأراضى العربية .. بمعنى بناء المستوطنات وضم الأراضى العربية جنباً إلى جنب مع الجلوس على طاولة الحوار الممتد حتى المعازل التى يقطنها الهنود الحمراء على الأراضى الأمريكية.
الآن وبعد إطلاق أمريكى من أصل عربى ومسلم النار على زملائه فى إحدى قلاع المؤسسة العسكرية الأمريكية .. هل يمكن لأوباما بعقله الراجح وحسه الإنسانى المفرط وبلاغته الحماسية أن يتجاهل موجات الكراهية والانتقام السياسى والمجتمعى من العرب والمسلمين سواء كانوا داخل أمريكا أم خارجها؟
هل يمكن أن نشهد غارة أمريكية على بلد مسلم أو عربى على غرار ما حدث فى أفغانستان طالبان أو العراق فى عهد بوش الابن أم أن الأمر لن يتعدى إطلاق يدى نتانياهو فى الدماء العربية الفلسطينية واللبنانية مجدداً وتكريس صورة العربى المسلم، حتى لو كان أمريكياً بوصفة العدو حتى لو كان يخدم داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية .. ربنا يستر!