شىء غامض يبدو فى ما ذكره الدكتور محمد البرادعى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول استعداده للترشيح فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، وقوله لشبكة الـ"سى. إن. إن" إنه سوف يدرس فكرة خوض الانتخابات إذا جرت بحرية ونزاهة، معتبرا أن هذا الأمر مازال علامة استفهام فى مصر.
الغموض يبدو فى شرطه أن تجرى الانتخابات بحرية ونزاهة، وهو يعلم أنها بعيدة تماما عن ذلك، كما أنه من المؤكد علمه بأن شروط الترشيح صعبة، وليس من السهل تلبيتها، فعلى صعيد الأحزاب أجزم أن أى حزب معارض لن يمنحه عضويته القيادية كشرط لترشيحه، لأن الأحزاب تعلم تماما أن إجراء كهذا يعنى انقلابا على الصيغة الحزبية المطروحة التى يتوافق عليها قيادات كل الأحزاب بالرغم من فسادها، ومسئوليتها عن انتكاسة حياتنا الديمقراطية، كما أن أحزاب المعارضة مشغولة بقضية أخرى، وهى حصولها على نصيبها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة من تركة الإخوان البرلمانية، والحزب الوطنى هو صاحب المنح والمنع فى هذه التركة، وكما جرت العادة لا يعقل أن تغض الأحزاب الطرف عن هذه الغنيمة بإغضاب الحزب الوطنى، وتنصرف إلى معركة الرئاسة بترشيح أى شخص من خارج صفوفها، حتى لو كان شخصا بقيمة ومكانة البرادعى.
هل سيلجأ الحزب الوطنى إلى التفاهم مثلا مع حزب معارض ما، وتدفعه إلى تبنى البرادعى حتى يمكن حرقه سياسيا؟ أو تساند هذا الترشيح حتى تصدر الانتخابات إلى المجتمع الدولى بوصفها انتخابات نزيهة فتحصل على رضاه؟ وتفعل ذلك وهى تعى تماما بأنها تمتلك القدرة فى السيطرة على الناخبين.
لا شىء مما سبق يمكن التدليل عليه يقينا، لكن كلام البرادعى يدفعنا إلى فتح باب الأسئلة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة