لا أعرف هل نصمت وخلاص على اعتبار أننا لا نعرف قواعد محددة يتم على أساسها اختيار رؤساء الجامعات فى مصر؟ هل نصمت وخلاص على اعتبار أننا نعلم جيدا أن أغلب رؤساء الجامعات المصرية جاءوا إلى مناصبهم بختم الولاء والروتين وشهادة جهاز أمن الدولة لا بشهادات الكفاءة والقدرة على التطوير؟.
على العموم إن كان الصمت قد أصبح شعارا أو استسلاما فهو فى حالة الدكتور أحمد زكى بدر رئيس جامعة عين شمس لابد أن يكون آخر الخيارات، فلا صمت مع رجل يدير جامعة من أعرق جامعات مصر على طريقة أمناء الشرطة، وعساكر المرور الذين يفتحون الطرق حينما تكون الإشارة حمراء، ويغلقونها فى وجه كل متقدم حينما تكون خضراء، هكذا يفعل الدكتور زكى بدر داخل جامعة عين شمس، يطبق منهج والده وزير الداخلية الأسبق والأكثر كرها فى شوارع مصر زكى بدر، بل ويتفوق عليه أيضا، ويمكنك أن تلاحظ علامات هذا التفوق حينما تتأمل حال جامعة عين شمس بعد أن أصبحت على يد الدكتور زكى مجرد قسم شرطة، يديره أمين شرطة تتشابه تفاصيله كثيرا مع شخصية حاتم أمين الشرطة التى جسدها خالد صالح فى فيلم "هى فوضى".
دعك من تصرفات الدكتور رئيس الجامعة تجاه الطلبة أصحاب الميول السياسية، ودعك من موقفه العنصرى تجاه المنتقبات، ودعك من مستوى الحوار المنحدر والمتدنى الذى يستخدمه السيد رئيس الجامعة مع المختلفين معه، ودعك من فكرة أنه دخل فى معركة بلطجة مع العاملين بعقود مؤقتة فى الجامعة العام الماضى كان سلاحه فيها شتائم لا يصح أبدا أن تصدر عن مدرس ابتدائى وليس رئيس جامعة عريقة، وركز معى كيف طغت شخصية أمين الشرطة على الدكتور زكى بدر فى تعاملاته مع أساتذة وعلماء يفوقونه عطاء ومرتبة علمية، ويشهد لهم طلابهم وزملاؤهم بالخبرة والكفاءة والإخلاص فى خدمة جامعة عين شمس.
سيادة رئيس الجامعة المحترم قرر ومن دماغه وفجأة وبدون أى احترام للقوانين منذ عدة أيام بعزل الأستاذ الدكتور أحمد راشد من منصبه كرئيس لقسم أمراض النساء والتوليد، صحيح أن الدكتور راشد قد بلغ السن القانونية للتقاعد، ولكن ليس صحيحا أن من حق رئيس الجامعة أن يخالف القانون ويتخذ مثل هذا القرار فى منتصف عام دراسى طبقا للمادة113 قانون 49 لسنة 1272 وليس صحيحا أن يتجاوز رئيس الجامعة قواعد التعيين المتعبة ويختار بطريقة الموظفين من هم أتباع له.
ما فعله الدكتور أحمد زكى بدر ليس مخالفا للقانون فقط، ولكنه يعكس بشدة أن السيد رئيس الجامعة لا يفرق بين إدارة جامعة علمية وبين دكان لبيع المعسل، لأن القرار جاء فى منتصف موسم امتحانات صعب، من حيث الأجواء التى نعيشها بسبب وباء أنفلونزا الخنازير، ومن حيث إشراف الدكتور راشد على إجراءات الامتحانات الخاصة بقسمه.
المفاجأة الحقيقية هنا لم تكن فقط فى طريقة التعامل العشوائية التى يتبعها رئيس الجامعة، بل فى الفضيحة التى كشفها قرار عزل الدكتور راشد التى تتلخص فى أن أحمد زكى بدر اعتاد أن يصدر قرارات تعيين بعض رؤساء الأقسام فى الكليات على اعتبار أنهم مجرد قائمون بالأعمال، وهذا يعنى بكل بساطة أن أحمد زكى بدر يريد فى جامعته "بوابين" وليس أساتذة محترمين بحيث أن اللى ميعجبهوش يبقى مصيره معلق بتوقيع من الدكتور زكى بدر وليس بالقوانين التى تحكم الجامعة، هذا التصرف وإن كان يعكس الحس الأمنى ويشبه ما يفعله أمناء الشرطة حينما يحصلون على رخص السائقين لضمان توصيلة أو عشرة جنيه مكرمشة، أو كلمة ولاء ترضى الغرور، فهو يعكس أيضا قلة وعى حقيقية بطبيعة العمل داخل الكثير من الكليات فى الجامعة، لأن الأصل فى الإدارة خاصة العلمية منها هو عملية التطوير والمتابعة التى يقوم بها كل رئيس قسم داخل كليته، فكيف يعقل أن يعمل رئيس قسم ويتطور ويحدث ويتواصل مع أعضاء قسمه أو مع طلابه وهو لا يضمن أن يبقى فى موقعه لليوم التالى، إذا كانت تسريحة شعره لا تعجب الحاكم بأمر مزاجه الأمنى فى جامعة عين شمس .. الدكتور أحمد زكى البدر أو ما يعرف فى ورق الحكومة فقط بأنه رئيس جامعة عين شمس.
محمد الدسوقى رشدى
"أحمد زكى بدر" يدير جامعة عين شمس على طريقة أمناء الشرطة!
الخميس، 10 ديسمبر 2009 11:56 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة