بعد استفتاء الشعب السويسرى بعدم بناء مآذن للجوامع فى بلدهم لم يستنكر المتأسلمين هذا التصرف بأسلوب حضارى، بل هاج وماج الغوغاء والدهماء فى صراخ من كل صوب وحدب يعارضون الشعب السويسرى فى حقهم الطبيعى بالحفاظ على هويتهم، وبما أن العرب ظاهرة صوتية سمعنا أصواتا كثيرة تلعن الشعب السويسرى ودخل على الخط عمر موسى وفتحى سرور ومفتى الديار المصرية ووزارة الخارجية المصرية... الخ وأردوغان رئيس وزراء تركيا "الخليفة العثمانى" الذى طالب العالم الإسلامى بسحب أمواله من سويسرا كما نال العبد لله كما هائلا من السباب على مقالى السابق لفضيلة شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية لكونى تجرأت وسألت فضيلتهما بعد أن استنكر مفتى الديار المصرية على جمعة نتائج الاستفتاء بسويسرا، بينما أقباط مصر يعيشون عصور اضطهاد تحت سمعهما وبصرهما معا، وأرسلت لهما رسالة بسؤال لماذا؟! لماذا أحداث الاعتداءات الرهيبة على أقباط مصر المسالمين لماذا تهدم كنائسهم وتحرق بيوتهم وتخطف بناتهم وتسرق وتحرق محلاتهم، يكفى أن تعرف أن خسائر أقباط مصر فى قرية فرشوط فقط بلغت خمسة ملايين جنيه مصريا فقط، مما جعل شبكة CNN ووكالة اسيشوتيدبرس توصف أحداث قرى صعيد مصر بعنوان تصفية لاقتصاد الأقباط، يكفى أن تعرف كم تبلغ خسائر القرى الأخرى السابق ذكرها؟!
وسألت نفسى لماذا المتأسلمين؟!! يملئون الدنيا ضجيجا وصخبا؟! بأقوال ليس لها علاقة بأفعالهم يصرحون دائما بأن الإسلام دين الرحمة والحب والعدل؟ ألم يدركوا أن أفعلهم على عكس إسلامهم؟! أين المتأسلمين الذين يتشدقون ليل نهار ديننا دين الحب؟ّ! وأدين بدين الحب؟! ألم يدركوا أن ما يقومون به من اعتداءات على الأقباط المسالمين ليس له علاقة بالحب بل يعكس كراهية وحقد ضد شركاء الوطن ويسيئون لدينهم قبل إساءتهم لأنفسهم؟ هل إيمانك يحلل لك السرقة والقتل والسلب والنهب؟! أليست أقوالهم ضد أفعالهم؟! أى دين يسمح لك بذبح رجل فى العقد السابع من العمر على مراى مسمع من الجميع؟! أى دين يحلل لك الاغتصاب؟! أى دين يسمح لك باستحلال أموال الآخرين "شركاء الوطن"؟! وأين هم من القول الكريم "لكم دينكم ولى دينى" أين هم من آية "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين'' سورة هود.
مما لاشك فيه أن كثافة سمك جلود الإسلاميين جعلتهم لا يحسون بآلام الآخرين، هل تعرف أن أجداد الحفيد العثمانى أردوغان قتلوا مليون وربع أرمنى؟
هل تعلم أن أجداد الحفيد العثمانى سرقوا ونهبوا مصر وخيرات مصر فترة الاحتلال العثمانى وشحنوا أصحاب المهن المعمارية لبلادهم؟
هل تعلم أن أردوغان منتهك حقوق السريان والأرمن فى تركيا؟!
هل تعلم أن البعض من المتأسلمين مازالوا يستحلون السرقة لتعضيد أعمالهم الإجرامية باسم الدين، فالمهدى عاكف صرح عن وطنيته بطزات لكل المصريين فمابالك بالمختلفين فى الدين.
هل يتوافق عمل الحركات الإسلامية للهيمنة على العالم فتقتل وتحرق فى بالى ومدريد ولندن وشرم الشيخ إندونيسيا والشيشان واليمن ومصر والجزائر... الخ ثم تتباكى على عدم التصريح ببناء مآذن جديدة للجامع فى سويسرا بينما هم يهدمون ويحرقون كنائس ومعابد الآخرين!
فقد تمادى الغباء والحقد لدى المتأسلمين، مما شجعهم أن يطالبوا بمنع بناء منارات للكانئس فى مصر وعدم بناء كنائس كما فعل السويسريون؟! معتقدين أن أقباط مصر جاءوا من كوكب آخر رغم كونهم أصل مصر!
هل وهل أسئلة كثير سألت بها نفسى لماذا لا يرى المتأسليمن دماء أقباط مصر المسكوبة فى بلدهم ويبكون على مئذنة فى بلد الآخرين هم غرباء فيها؟! لماذا يقفون أمام بناء كنيسة بقوانين ظالمة منذ قرون مضت منذ الاحتلال العثمانى لمصر "الخط الهمايونى"، بينما يطالبون الغرب بحقوقهم كاملة؟!
لماذا ينقضون حقوق الآخرين ويطلبون حقوقهم؟!
أخيرا أنها شيزوفرنية الإسلاميين التى جعلتهم يستحلون دماء وشرف المخالفين لفكرهم الإرهابى إنها شيزوفرنية الإسلاميين. المصيبة أن الشخص النرجسى لا يرى سوى نفسه فليسحق الآخر فخطورة نرجسيتهم وشيزوفرنيتهم أنها نرجسية وشيزوفرنية موثقة بأيدلوجية دينية.