سعيد شعيب

ديمقراطية الصحفيين

الأحد، 13 ديسمبر 2009 12:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بغض النظر عن نتائج انتخابات اليوم، ومن سيكون النقيب القادم، فمن حق الصحفيين بكل اتجاهاتهم أن يفرحوا بهذا العرس الديمقراطى العظيم، رغم بعض الأخطاء هنا أوهناك، وبغض النظر عن مشاحنات هى بشكل أو آخر حماس مفرط من الفرق المتنافسة.. لكننا فى النهاية قدمنا للمجتمع نموذجاً رفيعاً لأداء انتخابى نزيه، لا يشوبه أى تزوير.

لقد أدركت جميع القوى المتصارعة أن الحصول على أغلبية الجمعية العمومية أمر شاق، لا تكفى فيه الشعارات السياسية، ولا تكفى أيضا الشعارات النقابية الجذابة مثل "الاستقلال" التى رفعوها جميعا، أو الكثير والكثير من الوعود، لكن الأهم هو وجود آلية فعالة لتنفيذها، فالأمر يحتاج إلى بذل جهد ضخم من المتنافسين وهو ما حدث فعلا.

هذه فى تقديرى نقلة كبيرة، فالمعارضون كانوا يتصورون أن الأغلبية فى جيبهم لمجرد أنهم ينتقدون السلطة الحاكمة ورجالها، فلم يعد يكفى على الإطلاق أن تكون معارضاً لكى تمشى الجمعية العمومية وراءك.

كما لم يعد يكفى التخويف باستيلاء التيارات السياسية على النقابة، ولا رفع شعار إخراج النشاط الحزبى منها، ولم يعد يكفى بالنسبة للمرشحين المؤيدين للسلطة الحاكمة التلويح بخدمات وبدل، فالأمر أصعب من ذلك، وهذه من المميزات الكبرى لهذه الانتخابات أن أغلبية الصحفيين ليسوا "قطيعا" يمشى وراء هذا أو ذاك.

يمكنك أن تقول بضمير مطمئن أن الصحفيين لم يعودوا إلى خانة المفعول بهم من هذا أو ذاك، ومن ثم تمشى وراء هذا المنافس أو ذاك، كما كان يحدث من قبل، لكنها فى الحقيقة هى الفاعل الرئيسى باختيارات فاجأت الجميع، ويمكننى أن أؤكد أنها لن تسلم أبدا زمامها لأحد أيا كان.

هذا ما سوف يجعل مهمة النقيب القادم صعبة، بل وصعبة جداً، فسوف يحاسبه الصحفيون "حساب الملكين" على الوعود الوفيرة، بل ويمكن أن يفرضوا عليه لاحقا أجندتهم الحياتية، وعلى رأسها بالطبع قضية القضايا وهى الأجور. ولو كان ذكيا فسوف يستفيد من الزخم الذى صاحب الانتخابات ويستفيد من تغير مزاج الجمعية العمومية ليحقق مصالح حقيقية لزملائه الذين لم يعد يخدعهم شعارات سياسية براقة من مؤيدين ومعارضين.

لكن دعنى أحلم بأن تكون انتخابات الرئاسة والبرلمان والمحليات وغيرها وغيرها، مثل انتخابات الصحفيين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة