ليس من العدل أو المنطق أن نصدر الغاز المصرى لإسرائيل بسعر أدنى كثيراً من سعره العالمى، وعلى غير رغبة الأغلبية الكاسحة للمصريين، وليس من العدل أو المنطق أيضا أن نعلن الطوارئ كل عام فى دمنهور بمحافظة البحيرة، وأن نسمم أجواء أهاليها لمجرد أن حفنة من ولاد "ال.. عم" قادمين ليبكوا عند حائط "أبوحصيرة"
أبو حصيرة المبروك جاء من بلاده المغرب وفرش حصيرته بالصدفة فى قرية "دميتوه" بدمنهور ، ليقوم بتصليح الجزم والبلغ، بينما كان هدفه الوصول إلى القدس للحج ولما أعجبه المقام عندنا واشتغل وعاش، غير وجهته ونسى القدس والحج والوقوف بحائط البراق، إلى أن مات ودفنه الناس الطيبون فى مكانه صدقةً، واعتبروه مبروكاً لأنه كان خدوماً غير مؤذٍ
مقابل ذلك المعروف ليس من العدل أو المنطق أن نسمم حياة أحفاد الطيبين الذين عملوا معروفاً فى "أبوحصيرة" حياً وميتاً، حتى يبكى أشكناز أوروبا وسفارديم المغرب وفلاشا أثيوبيا قليلاً ويدخنون الماريجوانا كثيراً على أراضينا.
العدل والمنطق يقولان إنه من الممكن تصدير "أبوحصيرة" مجاناً، ليضعه الاشكناز والسفارديم والفلاشا مطرح ما يريدون فى صحراء النقب، وأن يقيموا حوله الأفراح والموالد والأعياد براحتهم، وأن نعيد النظر فى موضوع الغاز الرخيص المدعم الموجه إلى محطات كهرباء "نتانيا" و"كريات شمونه".. أو أن نعد بذلك على الأقل إذا صدر حكم قضائى بوقف التصدير.
سيقول قائل عاقل راشد إن العلاقات الدولية وإن التوازنات وإن إدارة الأمور والحكمة والموعظة الحسنة تقتضى ألا نوغل فى الممارسات شبه العدائية تجاه أولاد "ال... عم"، وسيقول قائل عاقل آخر: يكفى منع إقامة مولد "أبوحصيرة" سنة لدواعٍ أمنية وإقامته سنة أخرى تطييب خاطر، وسيقول قائل ثالث: الحمد لله على أنفلونزا الخنازير وشقيقتها الطيور فقد أظهرا بعض المنافع تمثلت فى إلغاء الموالد بما فيها "أبوحصيرة"
ونقول ببساطة: ما حاجتنا إلى الذرائع والحجج إذا كنا نستطيع التحرك برشاقة وحسم وقوة ودبلوماسية فى الوقت نفسه.. يا جماعة أنتم تحبون "أبوحصيرة"" خذوه وحصيرته للأبد.. هدية يعنى عشان تعرفوا إن المصريين محبون للسلام والصداقة ولا يوجد لديهم حواجز نفسية ثابتة تجاهكم.
وإن كان لدينا حواجز نفسية وعضوية تجاه تجاوزاتكم للقانون الدولى ولقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الثابتة، كما أن لدينا حواجز مقاومة تجاه جرائمكم فى حق الأبرياء العزل المدنيين من إخواننا الفلسطينيين، بمن فيهم الفلسطينيين الذين فرضتم عليهم الجنسية الإسرائيلية بعد 1948، وترغبون الآن فى نزع أراضيهم ودفعهم باتجاه غزة أو معازل الضفة.
فى المقابل نحن نحب ما تخرجه أرضنا.. نحب قطننا طويل التيلة المحاصر.. نحب "فومنا وعدسنا وبصلنا" ونحب "قمحنا ونيلنا وترابنا وغازنا".. ولسنا مضطرين أن نهبكم ما نحب فنحن وأحفادنا أولى به.. نحن باعتبارنا شعباً قديماً متحضراً نعرف ونؤمن بأن الأرض ليست ملكاً فقط لأصحابها.. الأرض بما عليها وما فى باطنها، وإنما هى وديعة يجب أن نسلمها لأبنائنا وأحفادنا صالحة لأن يواصلوا عليها الحياة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة