خلاف حاد بين محافظ القاهرة عبدالعظيم وزير ومصطفى السلاب نائب الشعب عن دائرة مدينة نصر حول عزبة الهجانة.. السلاب يتهم المحافظ بأنه يريد هدم 700 برج سكنى فى العزبة، والمحافظ يرد: لا دول 28 برجاً فقط، ويشتكى أن الحكومة تدفع مبالغ كبيرة لإعادة تأهيل العشوائيات وآخرها 145 مليون جنيه لشراء وحدات سكنية لنقل سكان المنطقة العشوائية من عزبة خير الله واسطبل عنتر وعزبة الورد بالشرابية، وأن سبب إصراره على هدم عزبة الهجانة عاليها واطيها أن الحكومة لم يعد معها فلوس تشترى وحدات لعشوائيين آخرين.. ثم إن عدم شراء وحدات لن يمر بالساهل لأن هناك أفواها وأرانب ومعدات وأقلاما ستطالب بمرافق ومدارس وأسواق وكهرباء مما سيكلف الحكومة أكثر بكثير مما ستنفقه لو اشترت للعشوائيين وحدات سكنية.
رد السلاب على الوزير، طب والناس اللى فى العزبة هتروح فين.. الوزير قال "الهدم هو الحل لأنه أرخص"، لكنه لم يقل لنا أين سيرمى أنقاض الـ700 برج المهدومة حسب رواية السلاب أو الـ28 برجاًً المهدومة حسب روايته هو.. وفى الحالتين البشر الموجودون فى العزبة ينتظرون خلاف الوزير والنائب تحت القبة، وهم يحملون حقائب ملابسهم.. نمشى ولا نستنى شوية.. ننزل على السلالم ولا نستنى لوادر المحافظة لما تيجى وتهد الأبراج على رؤوسنا.. كل ذلك بينما يدخن المقاولون الذين بنوا الأبراج الشيشة على المقاهى، ويفكرون فى قطع أراضى جديدة يبنون عليها أبراجاً مخالفة جديدة لتأسيس إمارة عشوائية جديدة ويحمدون الله ويشكرونه على وجود المحليات بمهندسيها ومشرفيها وموظفيها وأدراجهم وأختامهم وإمضاءاتهم وغطرستهم حتى تنمو أبراج العشوائيات يومى الخميس والجمعة!
محافظ القاهرة يبدو فى أزمة، إذا لم يهدم أبراج عزبة الهجانة سيكلف الحكومة مبالغ طائلة لإدخال المرافق إلى العزبة، وسيشرع عشرات المقاولين فى بناء عزب أخرى مجاورة، وفى الوقت نفسه سيعاير سكان مقابر التونسى والبساتين نظراءهم فى "الهجانة" لأن الأولين اضطروا الحكومة لرصف الشوارع داخل المقابر الذين يسكنونها وتسيير الأتوبيسات إليهم وإدخال عدادات الكهرباء والسماح بتراخيص ورش الميكانيكا والسباكة والخراطة وسط الأموات، الأمر الذى يهدد بنشوب مناوشات أهلية بين سكان المقابر وسكان عزبة الهجانة المطرودين من جنة العشوائيات.. لكنه أى المحافظ لو استطاع التحرك باللوادر وهدم الأهداف المعادية، عندها قد يرتدع مقاولو العشوائيات وسكان العشوائيات هم واللى خلفوهم ويبطلوا الانتشار والتمدد فى غفلة عن القانون الذى لا يسمح بوجود مبان مخالفة.
من ناحية أخرى، سيطالب سكان عزبة الهجانة بتحديد موقفهم وسط 28 منطقة عشوائية تحيط بالقاهرة من جميع الجهات، وقد يخرج من العزبة مجموعة يقاضون الحكومة أمام المحاكم الدولية.. وقد نسمع غداً عن "عشوائيون ضد التميز" و"عشوائيون من أجل التغيير"، لذا أنصح محافظ القاهرة أن يبحث فى الأبراج التى يريد هدمها عن المتهمين بحظر المآذن فى سويسرا أو بضحايا الأنفلونزا الذين يسجلهم وزير الصحة فى بياناته، وأن يتروى ويفتح أدراج موظفى المحليات ليسدد منها ثمن وحدات سكنية لسكان العزبة قبل هدم أبراجهم بدلاً من أن يخرج عليه من يترشح للرئاسة.. وساعتها سيصبح هو المسئول أمام الحكومة الرشيدة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة