ماذا لو أخذ المسئولون باقتراح الفنان عادل إمام قبل مباراة مصر والجزائر؟
يقول عادل إمام إنه أثناء الإعداد للمباراة التى أقيمت فى القاهرة، اقترح على المسئولين أن ينزل إلى أرض الملعب لتحية الجمهور الجزائرى قبل بداية المباراة، وقال فى حوار له مع جريدة المصرى اليوم أمس، إن هدفى من هذه الفكرة كان خلق نوع من الود والحب بين الفريقين، بعد أن أجعل كل لاعب يصافح الآخر، لكن للأسف لم يصلنى أى رد.
اقتراح عادل إمام، لو أخذ به المسئولون كان من الممكن أن يساهم بقدر ما بإطفاء النيران التى اشتعلت بين البلدين، بعد موقعة أم درمان فى السودان والتى انتهت بهزيمة مصر من الجزائر وصعود الأخيرة إلى تصفيات كأس العالم.
فكرة عادل إمام كانت من الممكن أن تصب فى اتجاه التهدئة من بعض الفنانين المصريين الذين اتخذوا مواقف متسرعة نحو الجزائر، وأطلقوا تصريحات غير مسئولة نحو الشعب الجزائرى، كانت من الممكن أن تؤسس لمواقف تصالحية بين الشعبين، وبذلك يكون الفن سار فى مساره الصحيح.
سرقت حمى التنافس بين البلدين فى المباراة اقتراحات جادة مثل اقتراح عادل إمام، فتركت المساحة لصغار الفنانين الذين تسابقوا فى إظهار الوطنية الجوفاء، وجعلتهم ينظرون تحت أقدامهم، دون فهم منهم أن رسالة الفن أبقى من السياسة، وأن أغنية أو فيلم أو مسلسل، من شأنها جميعا أن تختصر مسافات للتقارب بين الشعوب، وخذوا العبرة فى ذلك من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وغيرهم، وفى الحاضر حين يذهب مطرب مثل عمر دياب ومحمد منير إلى بلد عربى يحضر لهما عشرات الآلاف.
وبعد أن هدأت عاصفة مصر والجزائر، التحية واجبة لكل الفنانين الذين لم يشاركوا فى سيرك التهييج والتحريض بين البلدين، ومنهم عادل إمام وفاروق الفيشاوى وصلاح السعدنى ومحمود ياسين ونور الشريف وخالد يوسف، وغيرهم من الفنانين، وإذا كان اقتراح عادل إمام الذى كشف عنه قد تم دهسه تحت عجلات الزحام، فأقترح عليه ألا يكتفى بما حدث، وإنما عليه واجب التفكير فى مبادرات أخرى تعيد المياه إلى مجاريها بين البلدين.