جاء إعلان وزارة الثقافة الجزائرية بمقاطعة فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته المقبلة، كاشفا للأوضاع بين البلدين، وأنها مازالت فى مرحلة حرجة رغم أجواء التهدئة، ورغم تراجع مساحة التحريض، وتقدم الأصوات العاقلة إلى صدارة المشهد بين البلدين، باستثناء تصريحات قليلة هنا أو هناك لا تعى أن ما يجمع البلدين أكثر ما يفرقها.
قرار مقاطعة الجزائر لمعرض الكتاب جاء بعد ساعات قليلة من فشل محاولة وفد نقابة المحامين الجزائريين لنقل مقر اتحاد المحامين العرب من القاهرة، والتوجهان يؤكدان أن التهدئة لم يعقبها أى جهود دبلوماسية لإصلاح ما حدث، ليس هذا فحسب بل إنه يمكن القول إن شيئا ما لا يعلمه أحد زاد الأزمة تعقيدا، وبالتالى فإن الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى.
المؤسف فى قرار مقاطعة معرض الكتاب، وكذلك قضية اتحاد المحامين العرب، أنهما يصبان فى عرقلة ما يمكن تسميته بـ"الدبلوماسية الشعبية والثقافية" بين البلدين، وهى الدبلوماسية التى تمهد الطريق دائما أمام صانع القرار السياسى، وتساهم إلى حد كبير فى المزيد من التقارب بين الشعوب، فالكتاب الذى يضعه مؤلف جزائرى ويقرأه قارئ مصرى، والكتاب الذى يضعه مؤلف مصرى ويقرأه جزائرى من شأنه أن يصنع وجدانا بين البلدين لا يخضع لنفاق السياسيين وخداعهم، ومن شأنه أن يكون حجر بناء يستطيع السياسيون أن يشيدوا عليه بناء متينا فى علاقات الشعبين.
قرار المقاطعة جرس جديد، أتمنى ألا يتلقفه الصغار فى إعلام البلدين ويجعلوا منه معركة جديدة تستخدم فيها أناشيد الوطنية دون داعٍ، وآن الأوان أن يقفز المثقفون فى البلدين إلى صدارة المشهد ويقولون كلمتهم لصناعى القرار فى مصر والجزائر، حتى يبقى معرض القاهرة الدولى للكتاب عيدا حقيقيا لكل المثقفين العرب، وحتى لا نجد اليوم الذى لا يرتفع فيه علم عربى فى معرض الكتاب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة