فى حلقته الأخيرة من "تجربة حياة" على قناة الجزيرة، أطلق الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل قذائف من العيار الثقيل حول قضية تجسس مصطفى أمين، ووثائق المخابرات الأمريكية التى تثبت ذلك، كما أطلق قذيفة أخرى حول وفاة جمال عبد الناصر أظنه سيستكملها فى حلقته المقبلة، ربما تصل بنا إلى وضع حد للغط الذى يطرحه البعض حول ما إذا كان عبد الناصر مات مقتولا، أم مات ميتة طبيعية.
كشف هيكل أن جهاز المخابرات المصرية نجح فى اختراق السفارة الأمريكية فى القاهرة بزرع ميكروفونات فى مقر السفير الأمريكى بعد إذن من عبد الناصر شخصيا، ومن خلال هذه العملية التى اعتبرها هيكل من أنجح عمليات المخابرات المصرية وعرفت باسم "الدكتور عصفور"، توفر كنزاً من المعلومات لمصر، كان من بينها معلومات عن اجتماع بين السفير الأمريكى فى مصر ومسئول المخابرات المركزية بالقاهرة والقائم بالأعمال الأمريكى فى إسرائيل، ودار حول قضايا كثيرة من بينها ضرورة التخلص من جمال عبد الناصر باعتباره عقبة رئيسية أمام علاقات بين مصر وإسرائيل، وأن هناك حالة من الالتفاف الجماهيرى حول عبد الناصر تجعل الوصول إلى هذه العلاقات مستحيلا، وأنه للوصول إلى هذا الهدف لابد من التخلص من جمال عبد الناصر بالسم أو المرض.
وقال هيكل إن الشريط الذى احتوى على هذه المعلومات صمم أمين هويدى رئيس جهاز المخابرات وقتئذ على أن يسمعه عبد الناصر بنفسه فى لقاء جمعهما، بالإضافة إلى الضابط المسئول عن عملية "دكتور عصفور"، ودون عبد الناصر بخط يده عبارات مما سمعه عن نية التخلص منه، وأشر عليها بكلمة "مهم أو عاجل".
قال هيكل تلك المعلومات والكاميرا مسلطة على الأوراق التى بحوزته بخط عبد الناصر، وأضاف أن هذه القصة دارت قبل وفاة عبد الناصر بعشرة شهور، لكن هيكل لم يعلق عليها من زاوية ما إذا كان لها علاقة فعلاً بوفاة عبد الناصر يوم 28 سبتمبر عام 1970.
وأظن أنه لو قفز هيكل فى حلقة الأسبوع المقبل على تلك المعلومة، سيكسب الفريق الذى يعتقد فى اغتيال عبد الناصر ومنهم ابنته الكبرى هدى دليلا إضافيا فى مبررات طرحه، وسيعود الجدل وفى هذه المرة سيكون: "من هم الذين نفذوا عملية؟، وأعتقد أنه حتى لو قال هيكل إن موت عبد الناصر كان طبيعيا، فإن أدخنة قنبلته ستبقى طويلا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة