وليد طوغان

المصريون تحكمهم "الفياجرا"!!

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009 07:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المصريون يحكمهم الجنس. ولما استعانوا على "الظروف" بأحلام الفحولة"، تحولت الفياجرا فى الشارع إلى طقس، واحتفال، تماما كاحتفالات زيارة الأضرحة.. وموالد آل البيت.

أصبحت الحبة الزرقاء "حرز"، وطريق وحيد للشعور بالآمان. لذلك تسلح بها الشباب أيضا ، حتى إن لم تكن هناك "مشاكل" أو "إخفاقات".

دراسة لمؤتمر شرم الشيخ للأمراض الجنسية قبل فترة، أشارت إلى تحمل ميزانية الأسرة تحت المتوسطة من 180 إلى 300 جنيه شهريا.. فياجرا، باستهلاك 8 حبات شهريا فى المتوسط.

وفى القاهرة يباع قرص أصلى كل 25 دقيقة، وكل 12 دقيقة لغير الأصلى.

قدرة الفياجرا العلاجية ليست مربط الفرس، لكن "الرغبة فى الشعور بالأمان وسط" أزمة مجتمع "هى التى حفظت للحبة الزرقاء مكان ما. وأمان المصريين عادة ما يبدأ من الأعضاء التناسلية.

عام 68 زاد الإقبال على المنشطات الجنسية بنسبة 22% مقارنة بالخمسة أعوام التى سبقته، الاجتماعيون أرجعوا الأمر –وقتها – لهزيمة 67 .. مع الإحساس بالانكسار.

"هنرى راؤول" أستاذ الدراسات الشرقية بجامعة بنسلفانيا لاحظ انخراط المصريين فى الجماعات الصوفية بعد ثورة عرابى باشا.. ثم هزيمته فى التل الكبير.

راؤول فى كتابه "مجتمع الشرق" طرح الربط بين "الانكسار الشرقى" وبين الظواهر "الجنسية" والمغالاة "الدينية".

يبدو أن "الفياجرا" حاليا حائط الصد الأول لشعور ما لدينا بالنقص. يبدو أيضا أنها تطرح فى الأذهان شعورا دائما.. بالاستعداد.

مجرد "اقتناء" الفياجرا رسخ لدى البعض فكرة "السيطرة"، تماما مثلما رسخت ثقافة "المحمول" شعورا وهميا "بالاستعداد" لتلقى الاتصالات فى أى وقت.

لكن لا أحد يتصل، ولا أحكمت الفياجرا "السيطرة"!! "ثقافة الفياجرا".." ثقافة أزمة"! وثقافة "الأزمة" هى التى حولت "الفياجرا" أيضا مفتاحا سحريا لقضاء المصالح بالهيئات الحكومية.

و"ثقافة الأزمة" هى التى طرحت جعلت المصريين ينفقون 970 مليون جنيه فى سوق الدجل والشعوذة لفك "السحر" و"أعمال الربط".. سنويا. المصريون ليسوا مربوطين. كم حوادث الاغتصاب وجنايات "هتك العرض" يوميا دليل ومؤشر واضح.

فى شرم الشيخ لاحظوا أنه رغم تداول أكثر من عقار مشابه له نفس الأثر وأقل سعرا بالسوق المصرية، فإن الإقبال على "الحبة" الأمريكية أكبر. لذلك قالوا إن "الصناعة المصرية" لم تلغ "التدافع" على "المستورد".

لدى البعض الحاجة للأمان مرتبطة.. بالأمريكان. ولدى آخرين مواجهة الواقع تبدأ وتنتهى "بالاستعداد الجنسى". اللهم آمن روعاتنا!!
* مساعد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة