هل من الممكن أن أسرق منكم سطور هذا اليوم، وأمتنع عن الكتابة حول تلك القضايا التى نعيد ونزيد ونطحن فيها يوميا؟ هل من الممكن أن أفعل ذلك دون أى امتعاض من جانبكم، بهدف تحية أشخاص يمنحونى أنا وغيرى كثيرا من السعادة كل يوم أربعاء؟
منذ فترة كتبت عن برنامج "على القهوة" وحالة الحميمية التى يصنعها مذيعه أحمد يونس، كل ليلة على إذاعة نجوم إف. إم التى يبدو أن يوسف الحسينى ومن يعملون معه يصنعون بها تاريخا جديدا للإعلام الترفيهى المسموع، وأرى أنه من العدل أن يحصلوا على تحية كلما أمكن ذلك، بدلا من أن أظل أهتف على طريقة الطريق إلى إيلات.. ياريتنى كنت معاهم.
أعود إلى يوم الأربعاء من كل أسبوع ونجومه التى أشاهدها فى عز الضهر على يد إيهاب صالح وياسمين ريمونديه- إوع تتخض اسمها كده على فكرة – على مدار الأسبوع يقدم إيهاب وياسمين برنامجهم المتميز خفيف الظل، يمكنك أن تراه أنت تافها أو بلا قيمة أو مجرد رغى على الفاضى ولكننى أستمتع به كثيرا أو أستمتع بيوم الأربعاء منه إن شئنا الدقة.
أعشق يوم الأربعاء لأنه يوم "السكلانس" وأعشق القدر حينما يخدمنى وأكون بمفردى فى السيارة وقت إذاعة البرنامج لكى أنفعل مع مفاجآت إيهاب بدون حدود، وأستمتع بحالة الناقر والناقير بينه وبين ياسمين، أعلم جيدا أن آراء كثيرة تجد فى إيهاب مذيع بيستظرف وفى ياسمين مذيعة مبتدئة وغير جاهزة.. وأظل أفكر فيها كلما سمعت صوت أحدهما حتى يأتى يوم الأربعاء ويفاجئنى إيهاب بسكلانسه المعتاد، فأعود لأؤكد ومالى أنا بالأشخاص الآخرين .. أنا أحب الأربعاء لأن به إيهاب وياسمين.
أعلم أنك تريد أن تعرف ما هو "السكلانس" الذى أتكلم عنه، أنا عنى نفسى لا أعرف عنه سوى أنه خليط القهوة والشاى الذى اخترعه طلاب الثانوية العامة من أجل كفاح الامتحانات، ولكن سكلانس إيهاب صالح وياسمين ريمونديه مختلف تماما هو حلقة مجنونة تعيد خلط الذكريات ببعضها تأتى بما هو فى الماضى إلى الحاضر أحيانا، وتعيد الاعتبار إلى ما هو نتاج الشارع أحيانا، حلقة متنوعة أحلى ما فيها المفاجأة التى قد تجعل الحلقة كاملة عن أهم الأغانى الشعبية، أو تكون عن ذكريات التسعينيات كما كانت حلقة أمس والتى استمتعت معها كثيرا وأنا أتذكر بقلظ وماما نجوى وكابتن ماجد وبوجى وطمطم وبقية ذكريات طفولتى بداية من كوكى كاك وحتى مسلسل الكابتن جودة، وأغانى طيور النورس وعلاء عبد الخالق وليالى الحلمية ورأفت الهجان.
بالأمس ابتسمت كثيرا وأنا أسمع كثير من الرسائل تشاركنى فرحة ذكريات الماضى، شعرت بأن هناك فى الذاكرة مكانا لأشياء كثيرة مفرحة يمكننا العودة إليها كلما اشتدت بنا الظروف، أشياء لم تلوثها مياه الصرف الصحى وأشباح المرض ولعنة البحث عن لقمة العيش.
بالأمس أعادتنى شقاوة إيهاب صالح وطفولة وبراءة ياسمين ريمونديه إلى حيث المخزن السحرى.. تلك البقعة من الذاكرة التى تحتفظ بالمسلسلات اللى بجد التى يظهر فى حلقاتها تعب وموهبة أسامة أنور عكاشة، وبراعة وإخلاص يحيى الفخرانى ومحمود السعدنى، وببرامج الأطفال التى كانت تربطنا بالخيال وبالأغانى التى كانت كلماتها مسموعة وليست مقرفة.. بالأمس سمعت كلها هذا وضحكت وتبدل حال يومى ولأول مرة أعرف أن النجوم فى عز الضهر ليست فى الغالب شيئا سيئا أو متعبا خاصة لو كانت نجوم إيهاب وياسمين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة