دخل رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى فى عناق حار مع الرئيس السورى بشار الأسد.
كانت العاصمة السورية دمشق هى ساحة العناق بين القيادتين، وجاءت بعد سنوات أربع من العواصف التى هبت بسبب اتهامات الحريرى لسوريا بأنها تقف وراء اغتيال والده رفيق الحريرى، وما بين الأمس واليوم تأكد للطرفين أن المصلحة المتبادلة هى صاحبة الكلمة العليا، وهى التى تؤدى إلى تراجع أى مؤثرات نفسية تجد بين القيادات السياسية.
ما حدث بين لبنان وسوريا هو درس هام يجب أن تلفت إليه دوائر صنع القرار فى مصر من ناحية التعطيل الذى لا مبرر له بين مصر وسوريا، والذى يدخل فى عامه الثانى دون أسباب منطقية، لكنه التعطيل الذى يترك آثاراً سلبية عميقة على العمل العربى المشترك الذى لم تعد الجماهير العربية تنتظر منه فى هذه الآونة أكثر من الوقوف عند الحد الأدنى من التفاهم.
لم يعد أحد ينتظر من تقارب البلدين أن يفضى إلى تحرير فلسطين، أو إقامة وحدة شاملة كما حلمنا فى الماضى، وإنما بلغة السياسة الواقعية ننتظر تقاربا يؤدى إلى قفل الجروح النفسية بين البلدين التى أظنها، وبحكم عوامل كثيرة لم تتسع بعد، لكن تركها يؤدى إلى أن يتلقفها آخرون لتعميقها، والآخرون المتربصون كثيرون وإسرائيل هى رأس حربتهم.
التقارب اللبنانى السورى ليس خافيا على أحد أن الباب السعودى كان أحد أركانه المؤثرة التى وقفت خلفه، ومن استمع إلى رد الفعل المرحب من السفير السعودى فى لبنان على هذا التقارب سيتأكد من ذلك، والمعنى الطبيعى أن كل الأطراف تبحث عن مصالحها، فلماذا تتأخر مصر فى الذهاب نحو هذا المذهب؟، لماذا لا يتم بتر الزوائد النفسية التى خرجت منذ أكثر من عام مضى بين القيادتين فى البلدين، وبمقتضى هذا البتر تعود الأجواء إلى سابق عهدها؟
قبل أيام كتبت متسائلا: "متى نرى الرئيس مبارك فى مطار دمشق الدولى ضيفاً على العزيزة سوريا التى ربطته برئيسها السورى الراحل حافظ الأسد رفقة السلاح ومحبة شاهد عليها ذكريات كثيرة؟، ومتى نرى الرئيس السورى بشار الأسد فى مطار القاهرة ضيفاً على مصر التى لو كرهت بعض الخلافات السياسية المقرر لها أن تحدث بين كل البلدان فى أى زمان؟
طرحت سؤالى سابقا، وأعيده مرة أخرى ولن أمل من تكراره حتى تأتى الإجابة يوما ما، وأدعو الله أن تكون قريبة جداً جداً جداً.