أنصح أهالى عزبة الهجانة بأن يسلموا أمرهم لله، وأن يستسلموا للسيد يوسف بطرس غالى وزير صندوق الدين الجديد، بدلاً من أن يهدم البيوت على رؤوسهم وأن يطلع "دين اللى خلفوهم" حسب قوله عياناً بياناً تحت قبة مجلس الشعب وحسب المضبطة الموقرة.. فالمسئول القادر على التفوه بذلك تحت قبة "سيد قراره" لاشك قادر ولا مؤاخذة على الخروج بالسنجة على الأهالى، وتثبيتهم فى عز الضهر وتحصيل الإتاوات منهم، وأتحدى أن يقف فى وشه راجل، لأنه فى هذه الحالة "سيغزه" دون أن يستطيع أحد محاسبته، و"أبو سنجة" معاه حصانة ومتصيت وسره باتع.
أنصح أهالى عزبة الهجانة أن يحملوا أكفانهم وأن يذهبوا جميعاً إلى مبنى وزراء المالية حتى لا يبطش بهم اللورد غالى المعتمد البريطانى الجديد، فالعقل زينة، والعقل يقول إن الوزير الذى يسب الدين للناس فى البرلمان يقدر يخطفهم من بيوتهم بعد أن يخربها بضرائبه، والأمر لا يتوقف عند أهالى عزبة الهجانة، فالأفضل للمصريين أن يحقنوا دماءهم وأن يسمعوا كلام اللورد غالى أبو سنجة، وكل واحد يطلع تحويشة العمر ويبيع بيته للأجانب وأولاده لتجار الأعضاء البشرية، ويجرى يسلمها لرجالته فى المصلحة.. الطيب أحسن والروح غالية واللورد قادر ويعملها.
يا جماعة اسمعوا كلامى وسيبوا له البلد يبرطع فيها، اللورد غالى أبو سنجة أطلق تهديداته وشتائمه تحت القبة، ومحدش قال له إنت بتقول إيه لا رئيس لجنة الخطة والموازنة ردعه، ولا النواب الموقرون راجعوه، وده معناه أنه مسنود ليس فقط من صندوق النقد الدولى، ولكن من قياداته الداخلية، ومش بعيد يمسك الوزارة فى أول تعديل وساعتها هيقولها بعلو صوته للمصريين كلهم طيب واحد يقول لى ما هو عامل فينا كده فعلاً.. أقول لأ حاسب كله إلا قلة الأدب عياناً بياناً كده، المصريون ممكن يصبروا على الظالمين شويه وعلى الوزراء الفاسدين إلى أن يروحوا حيث النفايات.. لكنهم لا يصبرون على البلطجية ولا على الإهانات، ولذلك أتوقع أن أهالى عزبة الهجانة لن يعملوا بنصائحى التى قدمتها لهم فى أول الكلام والمصريين لن يسمعوا كلامى، وسيخرجون على غالى أبو سنجة ويضعونه فى حجمه الصحيح، وهم يهتفون "يا غالى يا وش القملة مين قالك تعمل دى العملة".