فكرت فى الاعتذار كثيراً عن الكتابة اليوم لظروف أسرية دفعتنى لنقل إقامتى لأحد المستشفيات بالدقى، ثم تذكرت مرارة تصفحى للموقع دون أن أجدنى معكم، ثم فجأة تذكرت شيئاً ما، لا هو مقال ولا هو قصة، وقد يعجب بعضكم وقد يثير غضب وسخرية البعض الآخر، حالة تخيلية لحفلة من حفلات رأس السنة، أو احتفالات الكريسماس الخاصة بالكبار كنت قد نشرتها منذ عامين، ولأن مصر لا تتغير، ومسئولوها من الغفير حتى الرئيس ما زال كل فى مكانه، فاسمحوا لى أن أعيد نشرها عليكم ببعض التعديلات، معتذراً عن طولها المبالغ فيه..
المكان.. من المؤكد أنك لا تعرفه.
الزمان.. بسيطة بص فى ساعتك دلوقت وأنت تعرف.. بس عموماً كان ليلة رأس السنة.
اللى حصل.. برضه كان حاجة بسيطة مجرد حفلة تنكرية من بتوع زمان.. أيوه الحفلات بتاعة الطراطير والأقنعة وملابس قيس وليلى ونابليون وعنترة بن شداد.
أيوه.. هى بالضبط اللى كان بيطلع فيها ليلى مراد وأنور وجدى وينزل عليهم الترتر والشرايط البيضا اللى زى بتاعة علب الحلاوة من السقف واللى النور بينطفى فيها الساعة 12 وساعتها متعرفش شفايف مين بتبقى فى حضن شفايف مين؟ يعنى شفايف زيد ممكن تلاقيها فى فم عبيد وكده! وتسمى هذه اللحظة فى كتب التاريخ "معركة ذات الشفايف"، وحفلات رأس السنة التنكرية مش بس هزار دى بيزنس على كبير أوى.. هو فيه يعنى أحلى من بيزنس الضلمة
والحفلة دى كان فيها ناس كبار أوى فى البلد.. أغلب أعضاء مركز شباب الفساد حضروا الحفل متنكرين فى أزياء غاية فى الغرابة، مبتعدين تماماً عن الحاجات التقليدية بتاعة زمان وكأن كل واحد منهم كان ينتظر تلك الحفلة ليرتدى فيها الزى الذى يعبر عن أصله أو شخصيته الحقيقية والتخلص من شكليات العمل السياسى والملل، الذى يفرض عليه الظهور بوجه آخر للناس.. يعنى باختصار السادة أصحاب المعالى والسمو وزراء وسادة هذا النظام قرروا أن حفلة رأس السنة التنكرية تكون حاجة اسبيشيال علشان الكل يكون على راحته.
من أجل ذلك كان مكان الحفل أبعد ما يكون عن عيون السادة المتطفلين، خصوصاً العالم بتوع الصحافة والصفحات الأخيرة فى الجرايد التى تشمشم عدسات مصوريها عن أى حدث من ذلك النوع،
اختار منظم الحفل فيلا فى مكان بعيد طريق الوصول إليها يشبه إلى حد كبير تلك الطرق التى تظهر فى الأفلام الأشجار على الصفين تلحظ من خلال أوراقها التى تتدلى أنوار الأدوار العليا لمكان الحفل، الذى اصطفت أمام أبوابه مجموعة من السيارات لا داعى لوصف ماركاتها ولا أشكالها، يتوافد منها السادة الضيوف أعضاء مركز شباب الفساد بملابسهم الغريبة المضحكة فى كثير من الأحيان والتى اختفى معها ذلك الوقار المصطنع أمام عدسات المصورين وشاشات التلفزيون.. طبعاً من حقهم يعيشوا حياتهم، المهم أنه كان من السهل أن تلمح غمزات كل شخص منهم على التانى يعنى كان من السهل جداً أن ترى أحمد نظيف، وهو ينزل برأسه على كتف العادلى ويلقى تعليقاً ضاحكاً على ملابس زكريا عزمى التنكرية، مثل هذه القفشات التى كنت تظهر آثارها على وجوه الحاضرين أمام باب الفيلا كنت أتمنى سماعها ولكن مثلنا من دخلوا خلسة غير مسموح لهم الاقتراب أو التصوير، خصوصاً فى البداية والجميع لسه فايق ومصحصح، داخل الفيلا بدأ جو الحفلة يتضح تماماًَ موسيقى لا تخلو من الهدوء مع أضواء خافتة راقصة تداعب شرائط الزينة التى تتدلى من السقف بأشكال مختلفة وتداعب بأطرافها تلك الطراطير التى يرتديها بعض الضيوف والزمامير التى تخرج من أفواههم محدثة أصوات متفاوتة، جو مرح صحيح ولكنه يعكس تلك العشوائية والفوضى التى اعتاد عليها هؤلاء الناس.
فى أركان الحفلة تسكن أشجار الكريسماس هادئة بأنوارها المختلفة والشخاليل الغريبة التى تداعب بعضها البعض أو يداعبها بعض ضيوف الحفل مثلما كان يفعل السيد أنس الفقى الذى يبدو أنه أصيب بالملل من البداية أو سرح بخياله فلم يفيق إلا بعد أن تسبب فى سقوط أحد هذه الشخاليل على الأرض.
انتشار الضيوف فى المكان لم يكن ثابتاً، ففى لحظة ترفع عينك تجد كمال الشاذلى مع مصطفى الفقى مع يوسف والى، وتغمض عينك لتفتحها مرة أخرى لتجد ورق الكوتشينة قد أعيد تفنيده لتجد مصطفى الفقى مع صفوت الشريف مع محمد كمال مع يوسف بطرس غالى وتجد مثلاً العادلى مع نظيف مع زكريا عزمى وعز يرافق أنس الفقى ومحمود محيى الدين وسرعان ما يعاد تفنيد ورق الكوتشينة مرة أخرى.. مما أعطى جواً حماسياً مختلفاً للحفلة التنكرية.
ورغم تنكر الجميع فى أزياء مختلفة إلا أنه كان من السهل التعرف على كل فرد بداية الحفلة كانت هادئة سيطر عليها الكلام فى السياسة والبيزنس "لعل السبب فى ذلك كان حرج الجميع من ملابسه التنكرية"، ولكن مع سخونة الجو ودخول الجميع فى أجواء الحفلة.. بدأت اللية بجد الكؤوس فى يد الجميع يشربون ويضحكون "الكؤوس فيها فيروز مثلاً "وترتفع أيدى الضيوف مرحاً لتلحظ شرارة النار التى تطلقها أنواع السيجار الضخم من بين أصابعهم، من بين كل هذه الضحكات وأصوات الكؤوس التى تحتضن بعضها لفت الأنظار صوت عال وحركة نرفزة من شخص يتنكر فى زى "إنسان آلى" أو روبوت أو تستطيع أن تقول أنه العمدة الآلى، لاحظ الجميع غضبه وزعله ونرفزته على منظم الحفل وتخيل الضيوف أن منظم الحفل قد قصر فى شىء، وهذا المتنكر فى زى العمدة الآلى يعاتبه إلا أنه قطع تفكير الجميع عندما صرخ فى وجه منظم الحفل، قائلاً "إنت بتهدد حلم مصر ومستقبلها.. وتابع بنفس قوة الصوت مع مزيد من الغضب" يعنى إيه يا بنى تبعت لى كارت دعوة ورق مفيش فايدة فى البلد دى عمرها ما هتتطور"!؟
بعد هذه الصرخة أصبح واضحاً للضيوف أن صاحب ذلك الصوت لم يكن سوى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وتأكد الجميع من ذلك مع النظر لطول الجسم، تدخل الشاذلى بدبلوماسيته المعروفة وحاول تهدئة رئيس الوزراء، إلا أن الدكتور نظيف واصل غضبه قائلاً "يا كمال بيه أصل كده عيب أوى، يعنى أنا جيت مخصوص وسيبت وزارة الاتصالات لطارق كامل علشان أعمم التكنولوجيا والإلكترونات وأنشرها فى مصر، علشان أعمل تحديث وتطوير للبلد وأعمل نهضة تكنولوجية حديثة يقوم الواد يبعت دعوات الحفلة" ورق "يبقى كل اللى أنا بعمله مالوش لازمة ويبقى كده مستقبل البلد التكنولوجى فى خطر.. الدعوة الورق دى عيب فى حقى، عيبة كبيرة أوى فى حق حكومة كمبيوتر لكل مواطن.. كان لازم يبعت الدعوات بتاعة الحفلة عبر البريد الالكترونى على الإيميل الخاص يا جاهل".
تدخل العادلى وقال" يا راجل سيبك منه متزعلش نفسك ده واد تافه وأنا هأدبهولك.. بس خلينا فى الحفلة ده وقت فرفشة".. وجاء صوت من بعيد يصحبه صوت الزمارة "يا راجل إحنا عارفين إنك خايف على البلد بس مش قوى كده متحذقش فى نفسك".
فتعالت ضحكات الجميع.. وأتقن الدكتور نظيف تنكره واستعاد ذكريات الطفولة ومشى بين الضيوف بطريقة العمدة الآلى بتاع زمان يوزع إلكتروناته يمين وشمال وكان أكثر تألقاً مما اعتدنا عليه عندما نراه أمام شاشات التليفزيون لعل السبب فى ذلك أن الراجل بزيه التنكرى عاش حقيقة نفسه فهو فى الأول والآخر رجل تكنوقراط خبير فنى جاء من القرية الذكية ليظل هكذا بتاع تكنولوجيا مالوش دعوة لا بالسياسة ولا الاقتصاد، ولكنه لم يفهم تلك الرسالة ولم يدرك لماذا اختاره النظام وورط نفسه فى أكتر من مرة نظراً لتعديه دوره كخبير تكنولوجى والخوض فى مسائل السياسة والاقتصاد فبدا تائهاً وملمعاً "مفقوسا" لزجاج النظام فعندما تكلم فى الاقتصاد بالغ فى الأرقام لدرجة جعلت كل الناس تدرك كذبها وعندما تكلم فى السياسة تعهد بانتخابات حرة ومستقبل ديمقراطى، رغم إن القرار ليس بيده وخذلوه الجماعة، وعندما تكلم عن أهل المحروسة ارتكب الفاحشة، وقال إن إحنا شعب أخضر لسه مستواش أى لم ينضج سياسيا بعد.. وأحرج نفسه كثيراً.
المهم عادت البسمة لجو الحفلة مرة أخرى مع انطلاق الزمامير التى تخرج من الفم بطول غير عادى وتعود مرة أخرى لقواعدها "الشفايف" بعدما ينتهى زفير صاحب الزمارة ووسط الأجواء التى تراقصت فيها الطراطير فوق رؤوس أصحابها ظهر صوت أحد الضيوف ضاحكاً يداعب الدكتور نظيف، قائلاً "يا جماعة اللى يحب يكلم الدكتور نظيف يكلمه على الهوت ميل، لأنه مش بيحب الياهووو... ياهووووه.
وضحك نظيف وضحك دراكيولا وابتسم الرجل الذى يرتدى زى عصابة القناع الأسود ورفع صاحب الجلباب الأسود نبوته فى إشارة أن النكتة أعجبته ودبت الحماسة فى لاعب الباسكت القصير وبدأ الجميع يسمع صوت الكره فى يده وهى رايحة جاية بين إيديه والأرض ولم يكن الضيوف فى حاجة إلى نظارة مكبرة لمعرفة هذا المتنكر فى زى لاعب الباسكت "كرة السلة بالعربى"، فقد كان تنكره بسيط ولكنه معبر جداً، داعب الضيف طراطير كل الحضور بالكرة التى كانت فى يده وقبل أن يعرف بنفسه أو يقول "هابى نيو يير" تحرك بمهارة وسرعة والكرة تحت يديه تلامس الأرض ويروضها مرة أخرى بصوابعه وعدى بخفية شديدة من بين أرجل الضيوف حتى وصل لمنقطة النور ورغم أنه عمل كام "دربل" فى الطريق يعنى مخالفة بلغة كرة السلة إلا أنه أكمل طريقه ووقف أمام الحيطة لحد ما عملوا له باسكت مخصوص "شوفت الدلع" زى الحقيقة بالضبط يطبخوا له الطبخة وهو يشيل.. وبسرعة رفع إيده ورمى الكورة وجاب ثلاثية والكل قام وقف وصقف، وفجأة صرخ زكريا عزمى قائلاً: خلاص عرفته ده أحمد عز بتاع الحديد يا جماعة مش بتاع السيما كان تنكر عز فى زى لاعب باسكت غريب بعض الشىء بالنسبة للضيوف، إلا أنه كان حاجة مفتكسة ومضحكة خاصة وأنه كان يرتدى الفانلة والشورت بتوع أشهر لاعب سلة فى العالم مايكل جوردان، ولك أن تتخيل بعد أن تحسب فرق الطول والجسم بين الاتنين شكل عز الدخيلة هيبقى عامل إزاى وهذا بالضبط ما قاله كمال الشاذلى، وهو يأخذ نفساً عميقاً من سيجاره وينفثه فى وجه يوسف والى "شايف يا يوسف بيه الواد عامل فى نفسه إزاى.. هو ده يا سيدى بقى الجيل الجديد حاجة قلة قيمة" فأعاد يوسف والى إلى كمال الشاذلى دخان سيجاره بنفخه هادئة، وقال "عصر السرعة يا باشا.. بس إبقى خليه ينفعهم" وضحكا الاثنان ضحكة عالية.. تحرك على إثرها أحمد عز بسرعة وبحركة بهلوانية أظهرت طول ووسع -التى شيرت- أبو كط عليه، جرى عز بسرعة وهز الشعريتين اللى قدام ونط فوق رقبة واحد لحد ما وصل للباسكت وعمل "دنك هايل" وجاب بنط زيادة.. لصالحه طبعاً !!
نفث كمال الشاذلى دخانه بغيظ ورفع عباءته التنكرية على كتفه وواصل الحديث ليوسف وإلى بجوار شجرة الكريسماس أو الركن الذى أطلق عليه محمد كمال ضاحكاً فى بداية الحفلة "دار المسنين "أو دكة قدامى اللاعبين.." شايف يا يوسف هو ده أحمد عز مابيتعبش خالص.. كل الدنيا بتلعب لحسابه يفصلوا قوانين الاحتكار والاقتصاد على مقاسه، وهو قاعد حاطط رجل على رجل.. من غير تعب يا يوسف من غير تعب مش إحنا فحتنا فى الصخر وخدمنا بإخلاص والآخر يقعدونا علشان خاطر شوية عيال.. أصاب الكلام يوسف والى فى مقتل فصرخ بهستريا ضاحكاً "هاتوا لعز باسكت قصير على قده علشان يعرف يجيب اجوان.. الله عليك يا عز.. برافو يا حبيب الكبير.. رمية ثلاثية بعشر نقاط تهامس الحاضرون حول اندفاع الرجل صاحب القناع الأخضر "يوسف والى" وتكهرب الجو للحظة، لم يخرج الجميع منها سوى صوت هذا الرجل القصير الذى يرتدى زى البلياتشو مكتوب عليه "مركز شباب السيدة زينب" امسك حرامى.. امسك حرامى.. أنا شفت الراجل اللى لابس قميص مخطط ده وقناع أسود وهو طالع على المواسير وفتح باب المجلس بالطفاشة ودخل قعد على الكرسى الموقر.
ثم رفع البلياتشو الكأس الذى كان بيده وأشار لمن يرتدى زى عصابة القناع الأسود، وقال له "هنيالك بالكرسى يا فقى" وتعالت أصوات الها ها ها والهى هى هى.
حتى مال زكريا عزمى على أذن "البلياتشو" وقال له "وحياة السيدة زينب لتخف على الراجل شوية العملية مش ناقصة الجرايد بهدلته"، فتدخل قصير آخر يرتدى بدلة سوداء فخمة كتب عليها "ماسبيرو سابقاً" يعنى الراجل يعملك إيه يا زكريا يا باشا أخونا الفقى وجد الشبابيك مفتوحة والمواسير سهلة التسلق ومباحة وبلا حراسة حتى الحرس اللى عليها لعبوا لمصلحته"! فأجاب البلياتشو "وحياة السيدة زينب أنا مش زعلان أنا بهزر، بس الموضوع كان مكشوف أوى يعنى المواسير كانت طويلة" فالفارق بين صوت 30000 صوت كبيييير أوى "والناس بتوع البحيرة واعيين وعينهم مفتحة وحشمت مش سهل وفضحنا أول ما سمع الدكتور الفقى وهو بيقول هييييييييه.. لما قعد على الكرسى بداله".
استغل الدكتور زكريا عزمى صوت الزمارة اللى كان جنب ودنه وجذب كتف الفقى وقال له ضاحكا "سيبك منهم، كل سنة وأنت طيب أنت مش قعدت على الكرسى وحلفت اليمين والكبير هو اللى كان عايز كده، سيبك منهم"، فجاء صوت صاحب القناع الأخضر ضاحكا "قالوا لاسمه إيه احلف يا باشا".
وتعالت مرة أخرى أصوات الهاها ها ها ها.. ولم تهدأ إلا عندما بدأ الراجل المتنكر فى جلباب أسود برفع نبوته ورزعه فى الأرض فأحدث صوت هائل لم يخترقه سوى صوت هذا المتنكر فى زى الفتوة وهو يقول لمنظم الحفل الذى يبدو أنه فعلا قرر تأديبه كما وعد الدكتور نظيف فى بداية الحفل "قفل يا بنى أنت وهو.. على النعمة ما فى حد هيعتب اللجنة دى.. أقصد الحفلة دى ومسك منظم الحفل من قفاه" القانون يعطيه الحق، وقال له "يا شاطر ممنوع يتعمل حفلات من غير إذنى" برضه القانون يعطيه الحق، بقى أنا نايم على ودانى معرفش إنى فيه حفلة تنكرية فى البلد إلا من الدعوة بتاعتك.. ده أنا فصلت فى الحدوتة دى الأمن العام كله ونص الأمن القومى.. متعملهاش تانى يا شاطر.. ونفض الواد الغلبان من إيده زى الفرخة من غير طبعا ما الواد يتكلم وصاح الدكتور نظيف ضاحكا "محدش يتدخل القانون يعطيه الحق" فضحك العادلى بشدة بعد أن شعر أنه أعاد الحق لأصحابه وأعاد للحفلة حماسها وكأنه واحد من فتوات الحارة بتوع زمان اللى كان الواحد يخش برجالته على أجدعها حارة يقفلها ويمشى من غير مايبص وراه، طبعا كان فخور بأداء رجالته فى 2005 لما كانوا بيقفلوا اللجان بتاعة الانتخابات والناس كانت بتخش من خلال السلم وعن طريق الحمامات.. وابتسم ألفيس بيرسلى أو محمد كمال وقال لكمال الشاذلى "مين يصدق يا أونكل إن العادلى باشا بشنبه المهذب ونظارته الطبية الوقورة ممكن يبقى فتوة! فأجابه كمال الشاذلى بعد أن أظهر أنياب دراكيولا الصناعية" إنت لسه صغير يا حبيبى فى حاجات كتير متعرفهاش، إحنا عندنا العيال العفاريت بتوع المكياج يقدروا يعملوا أى حاجة فى أى وقت لزوم الشغل وأديك شايف إنهم جعلوا أونكلك العادلى داخل الحفلة بنبوته وشنبه وبعض السواد المصطنع حوالين عنيه فتوة بصحيح أجدع من عادل أدهم فى أفضل أدواره.
وواصل الدكتور نظيف قفشاته وصاح ضاحكا هات لنا يا بنى سلم بسرعة عاوزين نروح الحمام والباشا مقفل المنطقة بسرعة أرجوووووووك، فضحك العادلى بشدة ورفع سيجاره ليحى الدكتور نظيف الذى أشار إلى ألفيس بريسلى أو محمد كمال وهو يلعب فى الشخاليل والسبح التى تتدلى من رقبة الشيخ وسأله محمد كمال "هو إيه الحاجات الغريبة اللى إنت لابسها دى يا أونكل" فضحك عزمى وغمز كمال الشاذلى ليوسف والى صاحب القناع الأخضر من أجل متابعة المشهد الذى أكمله الدكتور الشيخ ضاحكا وهو يجيب على سؤال ألفيس بريسلى" دى عدة الشغل يا حبيبى ورفع مبخرته الذهبية"- اعتبرها مبخرة النظام - ودار بها دورة كاملة فوق رأس محمد كمال وصاح ضاحكا أشتاتا أشتوت.. رقيتك من عين القدام الحاسدين الحاقدين ونظر ناحية كمال الشاذلى ويوسف والى وانهار الجميع فى ضحك متواصل إلا كمال الشاذلى الذى نظر لنظيف وقال بذمتك مش مناسب ليه اللى هو لابسه ده ونادى ضاحكا "يا دكتور زكريا لو سمحت ممكن تفتح لنا المندل ونعرف إيه اللى هيحصل السنة الجاية إن شاء الله.. أشتاتا... اشتووووووووو تضحك الضيوف وهم يرددون الكلمة مع اقتراب عقارب الساعة من الثانية عشرة وبدأ الجرسونات فى توزيع المأكولات والمشروبات مع بداية السنة الجديدة وبينما انشغل نظيف وزكريا عزمى وكمال الشاذلى فى حوار جانبى صاح نظيف "مش هو ده أنس.. يا بن الإيه يأروبه.. هو بنفسه تنكره لطيف والله لم يكلفه شئ، نفس البدلة السوداء التى يرتديها أحيانا وهو رايح الوزارة ولكن زاد عليها فقط ذلك الببيون "ومعه تلك الفوطة التقليدية على معصمه فى الشكل التقليدى "للويتر" ممسكا بيده الريموت كنترول بتاع التليفزيون لم يسلم على أحد بل أسرع نحو الكبير والمدام بتاعته ضيوف شرف الحفل ليأخذ "أوردر" بأوامر وطلبات المرحلة القادمة، فضحك كمال الشاذلى وقال "ناصح الواد عارف إزاى من أين تؤكل الكتف" مدرك أنه لا يقدم طلبات بمزاجه فهو لا يستطيع ذلك ولا يستطيع أيضاً أن يغير المحطة بالريموت، إلا إذا أمروه بذلك فالريموت ليس ملكاً له كما أنه لا يجيد التعامل معه فلقد أتوا به من قصور الثقافة وطباعة كتب الأطفال إلى حيث الملاعب الخضراء وحياة الفانلة والشورت وخد بالك من "الشورت" ثم أخيراً التليفزيون أبو طبق على السطح وإريال؟
وتعالت أصوات ضحكاتهم مع أصوات الكؤوس التى تحتوى على مشروب الفيروز الأصفر "ده افتراض حسن النية" وظهر صوت العادلى الذى انضم إليهم وهو ينادى قائلا" هات القناة التانية لو سمحت يا أنس"؟
مزيد من الفرح والهزار والضحك والقفشات بدأت تظهر مع حماس ضيوف الحفل، تتعالى معها أصوات المزيكا والزمامير الطويلة وتحدث الطراطير التى تتساقط من الجو حالة من الفوضى العيالى المفرحة حاول أن يستغلها منظم الحفل الغلبان من أجل مصالحة نظيف باشا والعادلى باشا فأسرع نحو الفتوة وقال له "يا عادلى باشا أنا مجهز فقرة هتعجبك أوى بس السماح الله يخليك".
فأجاب العادلى "هسامحك لو عجبتنى وقدرت تفرح الضيوف كلها.. بس خلى بالك ياض الناس دى بتحب النفخ.." عامل حسابى يا باشا "أجاب منظم الحفل وأشار بيده معلناً عن مفاجأة الحفلة التنكرية... لوووريييل وهااااردى "الثنائى الشهير أو من تنكروا فى ملابس لوريل وهاردى سمير رجب وإبراهيم نافع مجرد دخول الاثنين أصاب الحضور بفرحة عارمة خاصة كمال الشاذلى ويوسف والى الذى قال "هى دى الرجالة اللى تعرف تنفخ وتظبط الحكومة مش شوية العيال الجداد فيين أيام زمان يأبو سمرة فضحك العادلى لمنظم الحفل وأشار لنظيف وقال "الدهن فى العتاقى والزمار يموت وإيده بتلعب يا باشا".
وبينما كانت أصوات الها ها ها والهى هى هى ترتفع انقطع النور وبدأ العام الجديد ولم يعر ف أحد إلى الآن مين باس مين؟...
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة