جاء الأجانب إلى مصر للتظاهر ضد الحصار المفروض على غزة، وبناء مصر للجدار الفولاذى على الحدود، ويوما بعد يوم تأتينا أخبار عن تضامن شعبى خارجى مع الفلسطينيين، وإجراءات تلفت الانتباه مثلما جرى مع قرار القضاء البريطانى بتوقيف وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى لمسئوليتها عن ارتكاب مذابح ضد الفلسطينيين فى غزة فى حرب العام الماضى، والمفارقة أنه يتم كل ذلك وسط هدوء شعبى عربى لافت وغريب.
لم أجد أكثر من هذا الرصد أهمية على صعيد قضايانا القومية فى عام 2009 الذى نودعه بآلام قومية كبيرة، هو رصد مؤلم لأنه يعبر عن مأساة تراجع حال قضية فلسطين التى ستبقى جرحنا الدائم حتى لو تراجعت إلى هذا الحد الفاضح.
هل يحتاج الشعب الفلسطينى إلى مجازر جماعية جديدة ترتكبها إسرائيل حتى تشحن الشعوب العربية وجدانها من جديد نحو القضية؟ فى الرصد السريع لأسباب مأساة التراجع، سنجد أسبابا من قبيل أن الأزمات العامة وأبرزها الجرى وراء لقمة العيش هى السبب فيما جرى، وأن إغراق البلدان العربية فى أزماتها الخاصة أرجع الاهتمام بالقضايا القومية إلى خانة الصفر، وفى القلب منها القضية الفلسطينية، وسنجد من يتحدث عن مسئولية الفلسطينيين الذين لم يعودوا فريقا واحدا وإنما فرق متعددة.
هى أسباب لا يمكن إنكار أهميتها، لكنها تبعث إلى الحيرة حين نجد انتفاضات واسعة بطول الوطن وعرضه تضامنا مع الفلسطينيين فى حال تعرضهم لمذابح وحشية على أيد الإسرائيليين ـ يحدث هذا فيبدو أن التعاطف وكأنه بالقطعة، فالأجواء تعود كما كانت وينشغل الكل بأزماته، ويأتينا من فلسطين أخبار رئيسها محمود عباس أبو مازن، وخلافات فتح مع حماس وغيرها، فيتعاطى معها الناس بوصفها أخبارا عن دولة، أما الأصل فى الموضوع وهو عموم القضية فينتظر مذبحة جديدة حتى نبكى ونهتف ثم نعود إلى سيرتنا اليومية، ونترك الأجانب وحدهم يدافعون عن فلسطين، فأى بلاء أصابنا؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة