سويسرا بلد فقير بذاته، غنى بأموال الآخرين. التضاريس فيه صعبة، والمناخ جليدى طوال العام تقريباً. ولا توجد مساحات زراعية، ولذلك انكفأ السويسريون على صناعة الساعات فى الأماكن المغلقة والدافئة، يصنعونها بمهارة.
لكن صناعة الساعات وحدها لا تكفى، فبدأوا فى إقامة البنوك، التى جعلوها مستقلة تماماً، ولا توجد عليها أى رقابة، لا محلية ولا دولية . ولذلك لجأ إليها أثرياء العالم فوضعوا أموالهم فيها، وعندما يموت الواحد منهم تؤول أمواله إلى تلك البنوك، وليس إلى ورثته أو قومه بهذا الأسلوب اغتنت سويسرا، واختارت دائماً أن تكون محايدة فلم تشترك فى حروب أوروبا، وحتى الآن لا دخل لها فى السياسة الدولية، ولا تشارك فى أزمات العالم..
إنها بلد أنانى منكفئ على نفسه، ولا يحب الأجانب.. فلماذا يحب المسلمين؟! ولماذا لا يظهر فيهم من يدعو إلى طردهم من البلد؟! ولماذا لا يغضبون من رؤية مسجد هناك فوقه مئذنة ، تقول : لا إله إلا الله، محمد رسول الله؟!
كان المفترض أنهم محايدون، أى يتركوا كل الأديان تعبر عن نفسها: اليهودية والمسيحية والإسلامية والبوذية.. ولكنهم سقطوا فى الاختبار حين صبوا حقدهم على المسلمين وحدهم، وأصبحوا بذلك موضع استنكار واشمئزاز من الجميع.
كيف يرد المسلمون على ذلك؟ يبدأون بسحب أرصدتهم التى تعود فوائدها أولاً وأخيراً على أهل سويسرا.. وأنا متأكد أن عشرين أو ثلاثين ثرياً مسلماً لو فعلوا ذلك، لهز سويسرا بعمق، وجعلها تعمل حساباً للمسلمين.. فهى لا تعرف سوى لغة المال، ولا تخشى إلا من زوال بريقه من بنوكها.. أما صناعة الساعات فقد سحبتها منها الدول الآسيوية مثل اليابان وأخيراً الصين.. ولذلك فإن ضرب سويسرا فى مقتل لا يكون إلا بالتعامل المالى الذى هو مفتاح الضغط عليها لكى تخدم المسلمين الموجودين بها، سواء من أهلها الأصليين، أو من الأجانب الذين يقومون فيها بالخدمات الأساسية..
ويبقى أخيراً. أن المسلمين بدون (اتحاد) سيظلون معرضين للرفض والإهانة من كل بلاد العالم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة