هذا هو أصعب يوم فى حياتى، أن أنعى رجلاً كان وجوده إلى جوارى يشكل لى سنداً ودعماً ومرجعا، فقد فجعت اليوم برحيل والدى الروحى السفير رياض سامى مدير مكتب الرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر وسفير مصر الأسبق فى ألبانيا والأردن وأحد مؤسسى تنظيم الضباط الأحرار وبطل حرب فلسطين 48 الحائز على نوط الجدارة الذهبى من الملك فاروق لشجاعته، وإصابته فى تلك الحرب المجيدة فى معارك أشدود ودير البلح ودير سينيد والتبة 86.
كانت الصدفة البحتة هى التى قادتنى للتعرف على رياض سامى، منذ عشر سنوات، عندما كنت أبحث عن الشخصيات التى رافقت اللواء محمد نجيب، فقال لى اللواء حسن سالم ابن شقيقة الرئيس نجيب، عليك بالسفير رياض سامى أحد رفاق نجيب، والوحيد الذى كان مخلصا له فى حياته وبعد رحيله. ومن ساعتها استمرت علاقتى برياض سامى واعتبرنى ابنه الثالث دون تفرقة بين نجليه علاء ومصطفى، كما كنت أنادى زوجته الفاضلة السيدة معتزة فاضل بأمى، ولم يكد يمر يوم دون أن أرى رياض سامى أو أسمع صوته. وقد قمت بإعداد مذكراته التاريخية وشهادته على عصر محمد نجيب وثورة يوليو، وقد كان الرجل وفيا لذكرى محمد نجيب يذهب إلى قبره فى ذكراه 28 أغسطس كل عام ويضع وردة على قبره بمقابر الشهداء. ولا يترك مناسبة إلا ويتحدث فيها عن مأساة محمد نجيب كرئيس ظل وراء الشمس طيلة 30 عاما فى معتقل المرج.
وعن طريق رياض سامى تعرفت على نخبة من الضباط الأحرار، ومنهم اللواء جمال حماد المؤرخ العسكرى وكاتب بيان ثورة يوليو والسفير وحيد رمضان قائد منظمات الشباب واللواء محمود الجوهرى مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والسيد محمد عبدالفتاح أبو الفضل نائب رئيس المخابرات الأسبق وحسين تهامى بطل سلاح الفرسان وأحمد حمروش وآخرين، وكان رياض سامى أول من عرفنى بالدكتور محمود جامع مستشار الرئيس الراحل أنور السادات والوزير منصور حسن والدكتور إبراهيم الدسوقى أباظة وعدد من الرموز الوطنية وصناع الأحداث التاريخية، وكانوا جميعا يلتقون إما فى بيته بالزمالك أو فى نادى الجزيرة.
لقد كانت وصية السفير رياض سامى أن يكتب فى نعيه (والاب الروحى للصحفى محمد ثروت). أما الوصية الأهم فهى أن أظل مدافعاً بقلمى عن المظلومين فى تاريخنا والمنفيين فى داخل الوطن وخارجه، اللهم ارحمه رحمة واسعة والهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة