يستحق التحية علاء مبارك على مبادرته بنبذ التعصب فى ملاعبنا الكروية، واليوم لأول مرة يدخل فريقا الأهلى والزمالك، أو العتاولة والعناتيل بتعبير أستاذنا الراحل نجيب المستكاوى، استاد القاهرة وهما يحملان علم مصر مستعيدين الروح الرياضية التى افتقدناها خلال السنوات الأخيرة.
الأمر نفسه سيتكرر فى المباراة المقبلة بين الأهلى والإسماعيلى، الإخوة الأعداء فى استاد الإسماعيلية التى عادة ما تشهد مشاحنات وشغباً وشماريخ وزجاجات بيرسول مشتعلة.
مع مبادرة علاء مبارك، سيتحول القتال فى المدرجات إلى هتاف حماسى حتى آخر دقيقة.. كل جمهور يشجع فريقه ويتمنى له الفوز دون أن ينزلق إلى تقطيع هدوم مشجعى الفريق الآخر أو تحطيم سياراتهم أو حرقهم بجاز كما حدث فعلا فى إحدى مباريات كرة السلة.
مبادرة علاء مبارك بداية طيبة يمكن البناء عليها وتعظيمها، لتتحول من مباراة للإعلاء من اللعب النظيف والانضواء تحت علم مصر إلى تحويل الرياضة بجميع ميادينها، وفى المقدمة بالطبع كرة القدم إلى مشروع قومى للإنقاذ.. نعم لإنقاذ ملايين الأطفال والشباب فى المدارس وعلى النواصى وفى الأحياء الشعبية والعشوائيات والأقاليم من أمراض الصحة العامة ومن غياب الجسم السليم ومن المخدرات البطالة عن طريق ممارسة الرياضة على أوسع نطاق ممكن، وهو مشروع يحتاج إرادة وعمل كثير من جهات متعددة، لتحويل مراكز الشباب والساحات وملاعب المدارس وكل مساحة خالية فى مدننا وقرانا إلى مكان لممارسة الرياضة بهدف صحى واجتماعى واستثمارى أيضاً.
من هذا الباب يمكن توسيع قاعدة صناعة الأبطال والنجوم فى جميع اللعبات... كما يمكن تدشين هيئات وشركات الدعاية والتسويق للنجوم بحيث تتجاوز الرياضة كرة القدم لتصبح إحدى وسائل الارتقاء بالصحة العامة لأجيال قادمة وفى الوقت نفسه ننتقل من خانة العالم الثالث رياضيا إلى مصاف الدول الكبرى الصانعة للرياضة والمصدرة للاستثمارات الرياضية الحية، دول أفريقية ولاتينية فقيرة استطاعت استثمار الرياضة بشكل مذهل عاد عليها بالمليارات، كما استطاعت بالرياضة اكتساب احترام وإعجاب العالم كله.. هل نستطيع المضى فى توظيف الرياضة لتصبح جزءا من نهضتنا المرجوة؟ أتمنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة