فى مصر فقط توجد أسئلة بلا أجوبة، وتتكرر الحوادث بنفس الطريقة. ويهرب كبار رجال الأعمال المتهمين من صالة كبار الزوار. عندنا فقط تقع كوارث ولاتعرف سببها ولا عدد ضحاياها، بل ولا حتى إن كانوا ماتوا أم اختفوا. وتتكرر الحوادث ونقول نفس الكلام ونسمع نفس التصريحات، وننسى الأسئلة قبل الاستماع إلى الإجابات، ربما يأسا من تلقى إجابة. لهذا نفضل الانشغال بالقضايا الكبرى التى تكون هى الأخرى بلا إجابة ولا هدف، ولانكف عن طرح الأسئلة، ولاننتظر إجابات، لأنها كلها أسئلة من خارج المقرر.
أولاً: أين اختفى رجل الأعمال هانى سرور بطل قضية «هايدلينا» بعد الحكم عليه بالحبس فى قضية أكياس الدم الفاسدة؟ وهل هو داخل مصر أم أنه لحق بكوكبة المسافرين للخارج، من المتعثرين والمتهمين والمحكوم عليهم والمغامرين؟ ولن يكون من المستحب أن تسأل أو يسأل المواطن: من ياترى أخفى هانى سرور، إن كان لايزال فى مصر؟ ومن ساعده فى الهرب للخارج إن كان سافر؟ وهو سؤال لن تجد له إجابة، وإلا كنا عرفنا من وراء هروب هدى عبدالمنعم، أو إيهاب طلعت، أو ممدوح إسماعيل أو رامى أو فادى أو هيثم.
وللمصادفة فإن هانى سرور وعددا من أبطال القضايا الكبرى، قيادات فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى، وهناك كثيرون ساندوا الرجل ودافعوا عنه، وأكدوا براءته من تلوث أكياس الدم براءة الذئب من دم ابن يعقوب. لكن القضاء أدانه وقرر حبسه، ولايزال عضوا فى مجلس الشعب، ولا تسأل: لماذا لم يتم إسقاط عضوية نائب أدين بجناية؟
وبالطبع لا تسأل: ولماذا لم تسقط عضوية هشام طلعت مصطفى فى مجلس الشورى؟ هشام بطل قضية «سوزان»، صاحب أكبر عدد من الأسئلة عن لماذا وكيف؟ مع كل يوم يقترب موعد النقض، ترتفع الأسئلة عن مصير واحد من أهم رجال الأعمال فى مصر والذى هو للمصادفة قيادى فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى، وسوف تجد سؤالاً من نوعية: اشمعنى يعاقب بعض فاسدى الوطنى، ويترك آخرون..
دعنا من أسئلة غامضة، فحتى الحوادث العادية لن تجد لها إجابة، لا عند المسئول، ولا عند الناس، مثلاً فى تصادم وغرق عبّارتين نيليتين فى رشيد، سارع المحافظ بالإعلان عن وقوع ضحايا غرقوا فى قاع النيل، لكن الأجهزة المعنية عادت لتعلن أنه لا يوجد غرقى، وأن كل الركاب نجوا وخرجوا، وعلى سبيل الاحتياط يمكن للأهالى الانتظار 6 أيام حتى تطفو جثث الغرقى إذا كانت موجودة، لا المسئولون ولا غيرهم يعرفون عدد ضحايا العبّارتين النيليتين، وطبعا لا يمكننا أن نطالب السلطات المختصة بتدوين أسماء الركاب فى كشوف، وهذه العبارات تخلو من صناديق سوداء، لأنها فى حد ذاتها «صناديق سوداء للموت»، وطبعاً لا قواعد للسير ولا تراخيص، ولن تستطيع أن تسأل عن السبب الذى لا يوفر حزنا على قتلى القطارات المتصادمة والمحروقة، ولا عن تعويضات غرقى عبّارات نيلية عشوائية تقتل المواطنين وتغرقهم.
لن تجد إجابة عن أسئلة أخرى من نوعية.. لماذا لم يتم تعيين وزير للنقل بعد مرور مايقرب من شهرين على استقالة محمد منصور الوزير السابق؟ ولا عن سؤال: أين ذهب رئيس الوزراء؟ وأين الحكومة فى كل مايحدث للناس وما يسألون عنه؟ لا يوجد جسم للجانى، ولاجثة للضحية، ولا إجابة للسؤال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة