إبراهيم أحمد عرفات

حسن نصرالله .. والكذب!

الإثنين، 02 فبراير 2009 09:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كل ما قيل عن فتح معبر هنا ومعبر هناك هو كذب .. النظام المصرى ما زال يغلق معبر رفح .. ويكذب على العالم الإسلامى والعربى ويقول إنه فتح المعبر .. إن النظام المصرى شريك فى حصار غزة ووسيط قهرى"، بهذه التصريحات العنترية، أهان حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، مصر، وهو تصريح ضمن سلسلة تصريحات لصاحب الانتصار الإلهى، والمظفر فى حرب يوليو 2006، بحسب ما يشيع. السيد نصر الله، اتهم مصر بالكذب فى مسألة فتح المعابر، واتهمها مسبقاً بالتواطؤ فى مجزرة غزة، معتبراً أن ما يقوله يتمتع بمصداقية لدى الشعوب العربية ـ المغيبة ـ استناداً إلى انتصاره "العبقرى" على إسرائيل.

اسمحوا لى أن أرد على هذه الاتهامات، بالوقائع التى يمكن أن نكتشف معها من فى الجانبين يكذب ويضلل الشعوب ..

فبعد معركة دامت نحو 33 يوماً بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلى، خرجت علينا أبواق المقاومة اللبنانية الظافرة، لتعلن انتصاراً ساحقاً على إسرائيل .. ولكن قراءة الواقع من منظور استراتيجى "بعيد المدى"، يؤكد أن إسرائيل ـ للأسف ـ انتصرت.. لماذا؟

فقد جاء قرار مجلس الأمن رقم 1701 بمثابة "ختم" دولى على هزيمة حزب الله، حيث قضى القرار بوقف فورى لإطلاق النار، وتضمن أيضاً زيادة قوة حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) إلى 15 ألف جندى، تكون مهمتها السيطرة على جنوب لبنان (معقل حزب الله)، وبناء منطقة حدودة عازلة خالية من القوات الأجنبية، عرضها 20 كيلو متراً بين نهر الليطانى والخط الأزرق (وهى الحدود الدولية التى رسمتها الأمم المتحدة بين إسرائيل ولبنان).

والمثير فى الأمر، أن القرار 1701 يمنح القوات الأجنبية صلاحيات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذى يضمن لها التدخل بالقوة وفق ما ترى من ضرورة.

السؤال الآن .. كيف انتصرت إسرائيل؟!
بالنظر إلى الجغرافيا والقدرات التسليحية لحزب الله، يتضح ما يلى:
* أن حزب الله تخلى عن قواعده فى شمال إسرائيل مباشرة، وتراجع لوسط لبنان، مما أفقده قدرته على ردع تل أبيب، وبالتالى فقد ميزة استراتيجية، كانت بمثابة عامل ضغط على أى حكومة إسرائيلية.
* هذا التراجع، جعل من أسلحة حزب الله وصواريخه غير ذى جدوى! حيث يمتلك حزب الله صواريخ غير موجهة من طراز "كاتيوشا" من قاذفات أحادية أو متعددة الفوهات، من عيار 122 ملم، يتراوح مداها بين 20 و35 كلم، بالإضافة إلى صواريخ من عيار 220 ملم و320 ملم من إنتاج سورى، وبالنظر إلى مدى هذه الصواريخ المتعددة، يتضح أنها إذا استخدمت سوف تنتهى عند الشريط الحدودى، وبالتالى لن يكون لها أى تأثير.
* إن وجود قوات دولية مجهزة للتدخل السريع، أفقد حزب الله ميزة الرد على أى تجاوز أو انتهاك للأراضى اللبنانية.

من هنا يتضح أن السيد حسن نصر الله، لم يجد أمامه سوى الكلام الفضفاض والاتهامات الواهية، لبلد دفعت بالآلاف من أبنائها من أجل القضية الفلسطينية، وتناسى أنه انهزم هزيمة فادحة، ظهرت خلال المجزرة فى غزة.

ويمكن القول إن هذه الهزيمة أثرت عليه، إلى حد الذعر من الرد الإسرائيلى والدولى، وهو ما تجلى فى نفيه القاطع والفورى لمسئولية ميليشياته عن الصواريخ التى أطلقت على شمال إسرائيل من جنوب لبنان خلال العدوان الإسرائيلى.

إن حسن نصرالله هو واحد من المتاجرين بالدم الفلسطينى، أما الباقون، فالملفات أكبر، والكوارث أفدح، وفى هذا الصدد .. هناك كلام آخر!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة