هذه الفنانة التى ظلت تشجينا بصوتها، وتمتعنا بتمثيلها أربعين سنة، لم تستطع أن تحقق السعادة لنفسها إلا حين اعتزلت فنها، وودعت جمهورها، وانسحبت من تحت الأضواء، لتلعب دوراً جديداً، هو دور شهيدة العشق الإلهى، تلعبه فى الحياة، لا فى المسرح ولا فى السينما، ومازالت تلعب هذا الدور أو تعيشه فى الواقع حتى الآن، إنها الفنانة شادية، وهذا اسمها الفنى الذى ظهرت به فى السينما، أما اسمها الحقيقى فهو فاطمة، فاطمة أحمدكمال الدين شاكر،التى ولدت فى التاسع من فبرايرسنة 1931، فى حى عابدين، ففى يوم الأربعاء الماضى أكملت شادية عامها الثامن والسبعين، وبهذه المناسبة نحتفل بشادية، نحتفل بها كمغنية لعبت دوراً مهماً فى الأغنية السينمائية، والأغنية الخفيفة الرشيقة بشكل عام.
والواقع أن شادية المغنية، لا تنفصل عن شادية الممثلة، والفرق كبير بين أن نستمع لصوت شادية دون أن نراها فى الراديو مثلاً أو فى تسجيل، وأن نستمع إليها فى فيلم وهى تغنى وتمثل فى وقت واحد، رشاقة صوتها ومافيه من مرح وحيوية وقدرة على التعبير عن المواقف، كل هذا لا يظهر جيداً إلا وهى تمثل، ولأن موهبتها فى التمثيل لا تقل عن موهبتها فى الغناء، فقد كان النجاح حليفها منذ أفلامها الأولى التى تبلورت فيها شخصيتها الفنية التى أحبها الجمهور، حتى أم كلثوم كانت معجبة بصوت شادية، بمافيه من تلقائية، وطفولة، وشقاوة.
طبعاً، لم تكن شادية أول من جمع بين التمثيل السينمائى والغناء، لقد سبقها الكثيرون، أم كلثوم، وعبدالوهاب، وليلى مراد، وأسمهان، وفريد الأطرش.. لكن هؤلاء أو معظمهم، كانوا فى الأصل مطربين، وكان التمثيل يتوقف حين يبدأ الغناء، لكن شادية كانت تمثل وهى تغنى، وهذا ماكان يطلبه الجمهور الجديد الذى أصبح يذهب للسينما لكى يشاهد ممثلين، فإذا كان لابد من الغناء، فبشرط أن تكون الأغنية سريعة معبرة عن الموقف، وهذا ما قدمته شادية بنجاح، قدمت الأغنية السينمائية التى تعتبر عنصراً لا يمكن فصله عن الفيلم، ولهذا نتذوق الأغنية السينمائية فى الفيلم أكثر مما نتذوقها وحدها، وقد جربت شادية أن تغنى بعيداً عن التمثيل، لكن أغانيها فى الأفلام هى التى صنعت اسمها الذى نعرفه ونحبه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة