ساحة الحسين ليست مجرد مشهد لمنطقة أثرية أو حتى دينية، لكنها تقف شاهدة دائماً على التقاء الدين بالدنيا، فهناك ترى الأزهر وعلى مقربة منه خان الخليلى التجارى، ويتعايشان معاً فى حياة مشتركة لا تعرف التحولات الحادة، لكنها فى ذات الوقت من أكثر المناطق المنكوبة، والتى تستهدفها العمليات التخريبية، فلن ينسى أحد منا الخميس الأسود عام 2005 بعد عملية التفجير وحادثة إطلاق النار، اللتين وقعتا فى ميدانى عبد المنعم رياض والسيدة عائشة وقبلهما انفجار خان الخليلى، ومن قبلهما انفجار الأزهر وحريق شارع المعز لدين الله.
وهو ما يجعل التكهنات تبحث عن هوية المنفِّذين والمستفيدين منها، ومدى إمكانية امتدادها، وعودة عمليات العنف التى تستهدف قطاع السياحة الحيوى فى الاقتصاد المصرى مرة أخرى، والتى توقفت منذ حادثة الأقصر عام 1997م.
وأتساءل هل لهذا له علاقة بالمشهد الدينى المتداخل فى منطقة الحسين ما بين وجود السنة والشيعة والصوفيين والسلفيين.
فمنطقة الحسين شاهد عيان على العديد من الصوفيين وخلافاتهم حول رئاسة المجالس الصوفية بعد استبعاد أبو العزايم واختيار عبد الهادى القصيبى، وبعد ما أثير حول أبو العزايم من علاقاته بالشيعة، وما فسره البعض أنه وراء استبعاده من رئاسة المجالس الصوفية حتى يبقى عفريت الصوفية خامداً فى مكانه يمارس دوره الدينى الذى ارتضته الحكومة وتركت له العنان بموافقة كاملة، ليبقى صداعاً فى رأس أى تيار دينى سواء الإخوان أو السلفيين، وخاصة بعد حالة الاشتباك الدائرة بينهما والتى تبدو فى الظاهر خلافات على طرق عبادة كانت تصل فى كثير من الأحيان إلى اشتباكات بالأيدى.
ولأن المشهد متداخل ومتشابك وأطرافه طوال الوقت متصارعة تجعلك تحتار فى محاولتك لتحديد هوية المنفذين، وربما يأخذ لبرهة المشهد السياسى عقب أحداث غزة وتسلل بعض عناصر حماس إلى القاهرة وبعض الإيرانيين، وتلك الحملة التى استهدفت الإساءة لمصر وسمعتها، لكن يظل لحى الحسين حالة خاصة تجعله طوال الوقت مرتبطاً بأل البيت والصراع بين السنة والشيعة وما له من مكانة دينية عند الشيعة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة