الديمقراطية على الطريقة الأمريكية.. لم تعد مجدية للمصريين.. رئيس الوزراء نظيف يرانا شعبا غير ناضج.. لا يستحق الديمقراطية مرة واحدة، حتى لا نصاب بلوثة الانفلات.. وما قاله الرجل فى العلن يردده الكثيرون من أصحاب النظريات وحتى رموز بعض التيارات السياسية.. هم يروننا نعيش سنوات «رضاعة» ولم يحن وقت فطامنا.. أى أننا شعب فى طور المراهقة الديمقراطية، ويستحيل أن نتقدم صوبها خطوات أخرى بدون «مربية» تعلمنا المشى على طريقها.. ولأن المصريين يكرهون الدادة أمريكا..فتخرج كثير من حركات المقاومة للديمقراطية على الطريقة الأمريكية..تيارات القوميين والناصريين واليساريين.. إضافة إلى قطاع كبير من الرأى العام لا يفضلونها أمريكية.. دادة وديمقراطية.. لا ينسون تراثا ضخما خلفته الحقبة الناصرية فى نفوس الآباء والأجداد.
المهم أن سنوات الانفتاح السياسى، أو كما يسميها الخبراء «الحراك» السياسى أسفرت عن ممارسات ووجوه لاتبالى فى كثير من الأحيان بما يعانيه المواطن العادى الذى تتصدر أزمة الخبز سلم أولوياته.. ويرحب كثيرا ببيع صوته لمن يدفع فى أى انتخابات وبيع الأصوات جريمة مارسها كافة التيارات السياسية فى الانتخابات الماضية، وسجلات القضاء مليئة بشراء الأصوات على نطاق واسع. وعن ديمقراطية الغذاء والسياسة أصابنى ذهول من الفزع الذى يحدثه المارد الصينى للعالم الغربى «أبوالديمقراطية» الذى يقول لنا أنه لا أمن غذائى إلا بعد الأمن الديمقراطى.. ولكن التجربة الصينية تحتاج منا أن نتوقف قليلا أمامها فهناك الكلام هو الأعلى سعر لذلك تجدهم لا يتحدثون إلا فى المفيد.. فالمواطن هناك لا يجد وقتا للكلام..وأهل السياسة هناك يعكفون ليل نهار على إيجاد صيغة لما يسمونه الديمقراطية الملتزمة.. فمثلا فى الصين التى يسكنها أكثر من ربع سكان العالم لاتوجد سوى محطتى تليفزيون.. وعدد محدود جدا من الصحف..كلها تتحدث عن الدولة والعمل.. وهناك الديمقراطية تعنى أنك حر فى اختيار طريقة الموت طالما أنك لا تعمل.. وفى هذه الحالة حريتك فقط فى الموت جوعا.
بلد بحجم الصين لا يوجد به مئات الآلاف من منظمات المجتمع المدنى.. ولا مئات الصحف ولا عشرات الأحزاب التى تغلق أبوابها مع انتهاء مواعيد العمل الرسمية فى الثالثة ظهرا. طبعا أنا لست مع إلغاء الأحزاب ولا إغلاق منظمات المجتمع المدنى.. ولكن ما أقترحه هو أن نعيد دراسة التجربة الصينية التى باتت تتحكم فى العالم غربه قبل شرقه.. ونحاول تطبيقها فى مصر إن أمكن.. ولى رجاء أن نتوقف قليلا عن الكلام ولا ننقل ثقافة السفسطة إلى الأجيال القادمة.. فالحرية لا يملكها الا الأقوياء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة